يبدو أن الأزمة المشتعلة في السودان والمواجهات المسلحة بين الجيش الوطني السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات التدخل السريع بقيادة محمد دقلو، سترمي بظلالها على أزمة سد النهضة الإثيوبي.
ما موقف مباحثات سد النهضة في ظل توتر الأجواء في السودان؟ وما التداعيات السلبية للأزمة على ملف المياه؟ وما رسالة الرئيس عبدالفتاح السيسي حول الأحداث في الخرطوم؟ كل هذا وأكثر نقدّمه لحضراتكم في التقرير التالي:
قال الدكتور عباس شراقي، خبير المياه والجيولوجيا، إن السودان غير مستقر منذ عدة سنوات، مضيفًا أنه منذ عام 2018 والخلاف على الفترة الانتقالية مشتعل خاصة فيما يتعلق بمن يقود هذه الفترة.
وأضاف شراقي في تصريحات صحفية، أن الصراع هناك الآن بين الجيش الوطني السوداني بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان من ناحية، وقوات التدخل السريع وقائدها محمد حمدان دقلو “حمديتي”، سيكون له تأثيره في حال استئناف المفاوضات بشأن سد النهضة، لأن السودان سيكون مشغول داخليا لفترة من الزمن.
وأوضح شراقي، أن السودان لن يشترك في أي مفاوضات، إن حدثت؛ لأن الوضع هناك الآن مشابه للوضع المصري أيام ثورة 2011، وأيضا مشابه لبداية فترة تولي آبي أحمد رئاسة وزراء إثيوبيا، وما بعدها من حرب أهلية في إقليم تيجراي.
شراقي بصفته أحد المطلعين على سير مفاوضات سد النهضة، قال إن ما يحدث في السودان الآن يعطل مفاوضات السد إن عادت، لأن الوقت ليس مناسبا للسودان، كما أن ما يحدث يصب في صالح إثيوبيا، ويمد أجل التفاوض ويعطي مبررا لتأجيلها، وكلها أمور تصب في مصلحة إثيوبيا في النهاية، وتضر بالمصالح السودانية والمصرية على السواء باعتبارهما دولتي المصب.
يشار إلى أن اشتباكات عنيفة اندلعت صباح السبت بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، في عدد من المناطق الاستراتيجية، وسط تضارب كبير في المعلومات حول من يسيطر على الأوضاع في العاصمة الخرطوم.
في غضون ذلك، تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اتصالاً هاتفياً من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، للتباحث حول مستجدات الأوضاع في السودان.
وتناول الاتصال، وفق المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، التباحث حول مستجدات الأوضاع في السودان، حيث أعرب السيسي عن قلق مصر البالغ من تطورات الموقف في السودان الشقيق، على إثر الاشتباكات الدائرة هناك.
وأكد الرئيس خطورة التداعيات السلبية لتلك التطورات على استقرار السودان، الذي يمر بلحظة تاريخية دقيقة، تستدعي أقصى درجات الحكمة وضبط النفس، مطالباً الأطراف السودانية بتغليب لغة الحوار والتوافق الوطني، وإعلاء المصالح العليا للشعب السوداني الشقيق.
من جانبه، أكد جوتيريش حرصه على التواصل مع الرئيس المصري في ظل الدور الفاعل والمحوري لمصر في صون الأمن والاستقرار في المنطقة، خاصةً ما يتعلق بدعم المسار الانتقالي في السودان.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة كافة الأطراف السودانية إلى وقف الأعمال العدائية، واستعادة الهدوء، وبدء الحوار لحل الأزمة الراهنة، مشيراً إلى أن تصعيد القتال سيخلف آثاراً كارثية على المدنيين، ويفاقم الوضع الإنساني المتأزم في السودان.