أصبحت في ليلة من ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم وتحديدا في ليلة من لياليه الوترية في ثلثه الأخير.. بعد أن كاد يحددها الرسول، لتكون فرصة تاريخية للمسلمين كافة.. فما سبب عدم تحديد موعد ليلة القدر وقصة الخلاف الذي أدى إلى ذلك؟
هي ليلة خير من ألف شهر ومن عظيم بركتها أنها تعادل ثلاثة وثمانين عاما ولطالما تحولت إلى مسار أحاديث بين المسلمين بشأن موعدها المحدد فلا حديث لدى المسلمين سوى عن موعد عام في الثلث الأخير من شهر رمضان الكريم. نزل فيها قول الله في كتابه الكريم في سورة تحمل اسمها .. «سورة القدر» التي نزلت بشأن ليلة القدر .
سر الليالي الوترية
لا يؤمن المسلمون بشأن موعد ليلة القدر وتحديده إلا بأحاديث النبي – صلى الله عليه وسلم – حيث قال: التَمِسُوهَا في السَّبْعِ والتِّسْعِ والخَمْسِ، في ليالي سبع وعشرين أو تسع وعشرين أو خمس وعشرين من الشهر الكريم.
ولكن ما قصة الخلاف الذي ضيَّع على المسلمين الموعد المحدد لليلة القدر؟
تعود تفاصيل ذلك الموعد إلى موقف حدث في عهد النبي الكريم، حيث خرج عليه الصلاة والسلام ليخبر الصحابة بموعد ليلة القدر فما أن خرج حتى وجد رجلين يتنازعان ويتخاصمان.. فَرُفِعَتْ أي فرُفعت ليلة القدر وفي ذلك يقول صلوات الله وسلامه عليه: فَرُفِعَتْ وعَسَى أنْ يَكونَ خَيْرًا لَكُمْ، فَالْتَمِسُوهَا في التَّاسِعَةِ، والسَّابِعَةِ، والخَامِسَةِ
عسى أن يكون خيرا
ويقصد النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم – بقوله : «وعسى أن يكون خيرا لكم»، أي أنها ربما لو كانت ليلة القدر في ليلة محددة فربما اقتصر المسلمون على عبادتهم في ليلة واحدة وترك ما دون سواها من العشر الأواخر من الشهر الكريم.. بينما يتم الاجتهاد المتواصل في الثلث الأخير من الشهر.
سبب خلاف الرجلين الذين تنازعا وتخاصما في عهد النبي وتسببا في عدم تحديد موعد ليلة القدر ، غير معروف التفاصيل حتى الآن لدى علماء الحديث والسيرة النبوية المطهرة..
حكمة بالغة وفوائد مستترة
يستدل العلماء في تناول أسباب عدم تحديد موعد ليلة القدر رغم عظيم فضلها وكثرة خيرها على نبذ الخلاف والتنازع بين المسلمين فها هو الخلاف الذي كان سببا في عدم تحديد تلك الليلة ولعل الرجلين الذين كانا بطلا ذلك الخلاف هما إلى الآن غير معروفين لعدم التركيز عليها تاريخيا لكن الخلاف ذاته قد اقترن بعدم تحديد موعد ليلة هي خير من ألف شهر.. ولعل من وراء ذلك حكمة تجبر المسلمين أن يرضوا بقضاء الله وحكمه بشأن الليلة المباركة ويلزم الطائعون طاعتهم عشر ليالي كاملة .
