إذا كان الزواج فطرة إنسانية سوية، فكيف تجرَّأ سكان تلك المنطقة على إلزام الشباب بتلك الضوابط الشاقة ؟ وإذا كان هناك تساهل في المهور والمصوغات الذهبية، فلماذا تتدخل الأعراف المشددة في سحنة الوجه؟ وهل يبطل عقد النكاح حال إتمامه بالمخالفة لتلك الشروط؟
«إن الملتحين ممنوعون من الزواج بقرار لا يقبل الجدال أو النقاش أو الاستثناء»، ذلك هو العرف المقدس الذي لا ينبغي لبشر أيا كانت سلطته في تلك المنطقة من العالم أن يخالفه أو حتى يفكر في الهجرة من موطنه الأصلي لكي يفلت من إلزامية تطبيق هذه الشروط حيث لا صوت يعلو فوق صوت العادات والتقاليد، فما سر تلك التقاليد الصارمة.
التزام يشمل الحاضر والغائب
يعيش هؤلاء السكان في ولاية راجستان الهندية والتي تلقب بـ «أرض الملوك» وعلى أبنائها تسري تلك القوانين الصارمة التي تبطل أي إجراءات رسمية تتم لتزويج أي شاب ملتحٍ حيث يكون الاستثناء الوحيد من ذلك القانون – فقط – للشاب الذي يلتزم بحلق لحيته تماما كشرط لإتمام زواجه وصحته أمام عائلة العروس وأهل البلدة التي لا تقبل الانتقاص من قداسة قوانينها، وفق موقع «صحافة 24».
أغرب ما في شروط تلك البلدة لإتمام الزيجات سريعا هو التسهيل على الشباب في شروط الزواج كافة فتكاليف حفلات الزفاف ومظاهر البهرجة تقرر إلغاؤها بشكل نهائي حيث لا يجوز وفق أعراف هذه البلدة الضغط على الشباب بشروط تمنعهم عن الزواج أو بداية حياتهم
منع مظاهر الإسراف
لم تتوقف الإجراءات الإيجابية التي وضعتها هذه البلدة عند ذلك فقد قرر أهل الحكمة والنفوذ فيها تغريم أي شاب مبالغ مالية كبيرة في حالة مخالفة تلك الشروط أو تنظيم مظاهر بذخ وإسراف في حفلات الزواج لكن بقي ذلك الشرط الوحيد وهو حلق اللحية لإتمام صحة الزواج، وفق تقرير نشرته صحيفة «صدى».
وأمام تلك الشروط الصعبة يتساءل عشاق موضة إطلاق اللحية.. «هل يمكن لأي فرد تعود أصوله إلى أرض الملوك أن يتركها ويتزوج في أي منطقة أخرى من العالم دون تطبيق شرط “حلق اللحية”»؟
عشرون ألفا على الوعد المقدس
الإجابة.. بالطبع لا .. لأن أبناء تلك البلدة سيكونون ملتزمين بحلق لحاهم حتى لو خرجوا منها أو غادروها.. احتراما لتقاليد وعادات البلدة الأم وسبق أن غادر عشرون ألفا منهم بلدتهم دون أن يتجاهلوا تطبيق ذلك الشرط المقدس.
يدلل على اهتمام أهل «أرض الملوك» وتشددهم في حفاظهم على عاداتهم وتقاليدهم في تلك البقعة من العالم أيضا، حفاظهم على تراثهم المادي وآثارها ومعالمها الطبيعية حيث تضم المنطقة محمية كوليدو في بهاراتبور، وهي مركز تراثي عالمي طالما جذب إليه عشاق التاريخ والآثار.