يُعتبر الفنان الراحل إسماعيل يس أحد أبرز أعمدة السينما المصرية والعربية في زمن الفن الجميل، فهو واحد من أهم نجوم الضحك في مصر، ذلك الرجل الذي لطالما كانت حياته لغزاً للجمهور، بعدما رفضه الجميع في البداية كمطرب ولكن إصراره جعل منه إسماعيل يس نجم الكوميديا المصري.
وبعد مرور أكثر 105 أعوام مرت على ميلاد النجم المصري الراحل، والذي عانى في حياته كثيراً رغم أنه كان واحداً من أهم النجوم في مصر، وإلى جوار الابتسامة التي رسمها على وجوه الجميع اختار البعض أن ينهي مسيرته بالحزن مواجها شبح الإفلاس والجلوس في المنزل دون عمل.
ونستعرض في التقرير التالي أبرز الأسرار عن الفنان الراحل إسماعيل يس:
ميلاده
ولد إسماعيل يس في العام 1912 في محافظة السويس وانتقل إلى القاهرة، في بدايات الثلاثينيات لكي يبحث عن مشواره الفني كمطرب، إلا أن شكله وخفة ظله حجبا عنه النجاح في الغناء.
سلسلة أفلامه
بداية من العام 1955 كون هو وتوأمه الفني أبو السعود الإبياري والمخرج العظيم الراحل فطين عبد الوهاب ثلاثياً من أهم الثلاثيات في تاريخ السينما المصرية وتاريخ إسماعيل ياسين وأبو السعود الإبياري أيضاً فقد عملوا معاً في أفلام عديدة.
ويذكر أن 30% من الأفلام التي قدمها نجم الكوميديا كان وراءها المخرج فطين عبد الوهاب، وكانت تحمل أغلبها اسم إسماعيل ياسين، حيث انتجت له الأفلام باسمه بعد ليلى مراد، والتي كان معظمها من تأليف أبو السعود الإبياري.
ولازمه في هذه الأفلام الممثل رياض القصبجي الشهير بالشاويش عطية، حيث كانت مشاهدهما محطة هامة في تاريخ الكوميديا، كما شاركهما التمثيل في بعض هذه الأفلام عبد السلام النابلسي.
المسرح
بعد تألقه الكبير في عالم السينما، استعان إسماعيل ياسين وشريكه أبو السعود الإبياري بعدد كبير من المخرجين المرموقين في إخراج مسرحياتهم، حيث عمل في مسرح إسماعيل ياسين نخبة كبيرة من كبار النجوم.
وقدم إسماعيل يس للمسرح 60 مسرحية سجلت جميعها للتليفزيون ولكن أحد الموظفين بالتليفزيون المصري أخطأ وقام بمسحها جميعا، إلا فصلين من مسرحية «كل الرجالة كده» وفصل واحد من مسرحية أخرى، وإن كان من يرى أن ذلك المسح تم بشكل متعمد.
صداقته بالرئيس
وفقًا لما ذكرته السيدة سامية شاهين زوجة المخرج يس إسماعيل ياسين في تصريحاتها أن إسماعيل يس كانت تربطه علاقة صداقة قوية بالرئيس الراحل.
وكان دائماً ما يحرص على اصطحاب نجله ياسين إلى منزل عبد الناصر حيث كان الطفل صديقاً لأبناء الرئيس الراحل، كما أن عبد الناصر كان صاحب فكرة أفلام «إسماعيل يس في الجيش» حتى يحب الجمهور الجيش بعد الثورة حسبما قالت.
واعتبرت أن السبب فيما وصل إليه إسماعيل يس مثلما أخبرها زوجها الراحل، هو مراكز القوى التي اضطهدته من أجل ظهور أشخاص آخرين في الوسط الفني، مشيرة إلى كونه حينما كان يتلقى سيناريو عمل كان يفاجأ بعدها باختفاء المنتجين دون سبب معلن.
اللجوء إلى لبنان
في تصريحات لمجلة «أخبار النجوم»، أوضحت السيدة سامية شاهين زوجة المخرج يس إسماعيل ياسين أن الفنان الراحل وقتها توجه إلى لبنان من أجل لقمة العيش، حيث قدم هناك بعض الإعلانات التي هوجم بسببها رغم أن الجميع الآن يشارك في الإعلانات وهو ما يثبت أن إسماعيل يس سبق عصره، كما قدم هناك مسلسلا تلفزيونيا وعاد بعدها إلى مصر.
اختفاء رصيده
بعد عودة الفنان إسماعيل يس إلى مصر، كانت الصدمة الكبرى بعدما فوجئ أن رصيده في البنك اختفى، حيث كان يمتلك في حسابه 300 ألف جنيه إلا أنه وجد 2 جنيه فقط، بعدما حجزت الضرائب على رصيده، وهو ما تسبب في إصابته بأعراض الشلل النصفي لأسبوع بسبب ما جرى.
وأشارت إلى أن إسماعيل يس اضطر إلى العمل في الكباريهات من أجل كسب المال، مؤكدة أن المسلسل التلفزيوني الذي قدمه أشرف عبد الباقي عن حياة الراحل وحمل اسم «أبو ضحكة جنان» حاول أن يخفف المعاناة التي مر بها الراحل في نهاية حياته حتى لا يصاب الجمهور بصدمة كبرى.
أسباب غيابه
وفقًا للتقارير الفنية، كان مرض «القلب» سبب ابتعاده عن الساحة الفنية، إلا أن البعض تطرق إلى أن سبب خفوت نجمه كان ابتعاده عن تقديم المونولوج في أعماله الأخيرة والذي كان يجذب الجمهور إلى فنه لأنه لم يكن من المقربين من المسؤولين في الحكومة.
النهاية
وبالرغم من النجاح الساحق الذي حققه الفنان الراحل إسماعيل ياسين، خصوصاً فترة الخمسينيات، إلا أن مسيرته الفنية تعثرت في العقد الأخير من حياته
فقد شهد عام 1961 انحسار الأضواء عن إسماعيل يس تدريجيا؛ فبعد أن كان يقدم أكثر من عشرة أفلام في العام الواحد قدم فلمين فقط هما «زوج بالإيجار» و«الترجمان» وفي العام الذي يليه قدم «ملك البترول» و«الفرسان الثلاثة» و«انسى الدنيا» ثم في الفترة من 1963 إلى 1965 لم يقدم سوي فلمين هما «المجانين في نعيم» و«العقل والمال».
نهاية مأساوية
فوجئ إسماعيل يس في نهاية حياته بتراكم الضرائب عليه وأصبح بين عشية وضحاها مطاردا بالديون وحجز على العمارة التي بناها بكفاح عمره لتباع أمام عينه ويخرج من رحلة كفاحه الطويلة خالي الوفاض فاضطر إلى حل فرقته المسرحية عام 1966 ثم سافر إلى لبنان وعمل في بعض الأفلام القصيرة.
وفي النهاية عمل إسماعيل يس مرة أخرى كمطرب للمنولوج كما بدأ ثم عاد إلى مصر محطما كسيرا وعمل في أدوار صغيرة لا تتناسب مع ما قدمه من تاريخ حافل ولم يرحمه أحد أو يقدره أحد.
وفاته
وبعد سنوات كثيرة من الانكسار، وبينما كان الرئيس السادات يفكر في تكريمه فقد وافته المنية في 24 مايو 1972 إثر أزمة قلبية حادة قبل أن يستكمل تمثيل دوره الأخير والصغير في فيلم بطولة نور الشريف ولذلك كان يسمى «بالمضحك الحزين» فرغم أن أكثر افلامه كوميدية ومضحكه إلا أنه كان يعيش حزينا وخاصة آخر أيام عمره.