يبدو أن إثيوبيا ماضية في طريقها الأحادي بشأن ملء وتشغيل سد النهضة بعيدا عن دولتي المصب مصر والسودان، وقررت ارسال رسالة مفادها أن القوة العسكرية هي السبيل الوحيد لإثنائها عن تحركاتها بشان سد النهضة.. ماذا فعلت إثيوبيا؟
كشفت وسائل إعلام إثيوبية، عن تحركات عسكرية للجيش الإثيوبي في محيط سد النهضة الإثيوبي، وأظهرت الصور التي تم تداولها على نطاق واسع استخدام إثيوبيا عدد من الرادارات ومقذوفات الدفاع الجوي، بالإضافة إلى عدد من الطائرات المسيرة لتكون عينها في السماء، لحماية السد من أي استهداف في ظل تعقد الأزمة مع دولتي المصب مصر والسودان بشأن الوصول إلى حل للأزمة المستمرة منذ عام 2011.
ويبدو أن إثيوبيا، من خلال تلك الصور المسربة أرادت أن تقدم رسالة أنها تحمي سد النهضة ضد أي تصرف عسكري قد يستهدفه وأنها متمسكة بمواقفها أحادية الجانب في أزمة سد النهضة بعد مرواغات مستمرة، وفشل أي عملية وساطة من قبل الاتحاد الإفريقي أو البيت الأبيض أو حتى الجانب الصيني.
وكان قائد القوات الجوية الإثيوبية، يلمما مرداسا، صرح سابقًا أن الجيش الإثيوبي عزز عناصره الموجودة بمحيط سد النهضة أكثر من أي وقت مضى، مشددا على أن القوات الإثيوبية يقوم بحراسة دقيقة للسد.
وكانت إثيوبيا نجحت في تخزين نحو 7 مليارات متر مكعب من المياه، خلال الملء الثالث من عملية تخزين “سد النهضة”.
وأكد خبير المياه المصري، الدكتور عباس شراقي، إن عملية التخزين، التي تجري للعام الثالث على التوالي خلال موسم الفيضان، تقف الآن عند منسوب 597 متراً فوق سطح البحر، وبالتالى يصبح إجمالي المخزون في بحيرة السد نحو 15 مليار متر مكعب.
وقال الخبير المائى المصرى، إن بدء تساقط الأمطار سيزداد مع بداية مايو، ومعه سيزداد المخزن خلف سد النهضة، ليتزايد باستمرار حيث تتزايد تلك الكميات بالوصول إلى أشهر الأمطار الرئيسية بدءً من يوليو حتى أكتوبر.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى، أكد خلال جميع المناسبات الدولية على حقوق مصر المائية، وأنه لا تنازل عن نقطة ماء.
وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري، قد صرح مؤخرًا أن مصر قادرة على حماية أمنها المائي، وأنها لن تحمل ملف سد النهضة إلى الأمم المتحدة.
وشهد ملف قضية سد النهضة العديد من التغيرات المحورية على مدى سنوات طويلة بحثا عن حل للأزمة المستمرة منذ نحور 12 عامًا، فخرج الملف من بين الدول الثلاث إلى الاتحاد الإفريقي وإلى المكتب البيضاوي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ثم إلى مجلس الأمن وأروقة الأمم المتحدة، ثم عاد مرى أخرى للاتحاد الإفريقي، والمكتب البيضاوي للرئيس الأمريكى جو بايدن في واشنطن مع القمة الأمريكية الإفريقية الأخيرة، ثم دخلت الصين على الخط، ولكن حتى الآن لم يتم الوصول لحل.
ولطالما شددت مصر على على ضرورة الوصول إلى حل مرضي لكافة الأطراف في قضية سد النهضة، فهل تتسبب تحركات إثيوبيا الأخيرة في ما لا يحمد عقباه؟