لا يوجد أسوأ من أن يخذلك ابنك الذي تعتمد عليه في أن يكون جدارك الذي يحميك من سهم منافسيك ليصبح هو من يجتذب السهام عليك ويتحول إلى لوحة يطلق عليها كل من يريد سقوطك.. هذا ما حدث مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، الذي خذله ابنه وجعله مصدر للانتقادات.. ما هي الصفعة التي تعرض لها لرئيس الوزراء الياباني؟
بسبب تصرفاته غير المناسبة، اضطر رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إلى إقالة نجله الأكبر شوتارو من منصبه كسكرتير تنفيذي بالمقر الرسمي لمجلس الوزراء الياباني، في صفعة سياسية كبرى تلقاها رئيس الوزراء في ظل انتقادات كبيرة موجهة لابنه، حتى أنه فشل في حمايته.
ويبدأ التنفيذ الرسمي لقرار الإقالة، يوم الخميس المقبل 1 يونيو 2023، ويأتي قرار رئيس الوزراء الياباني بعدما كشف أحد التقارير الصحفية، أن ابن رئيس الوزراء، قد دعا العام الماضي مقربين منه إلى المقر الرسمي لرئيس الحكومة للاحتفال في إهانة للمقر الرسمي للحكم.
حتى أن بعض المدعوين كانوا قد نشروا صورًا وهم يقلدون فيها مؤتمراً صحفياً، كما أظهرت الصور التي نشرتها مجلة يابانية أسبوعية شوتارو، أن ابن رئيس الوزراء وحوالي 10 من أقاربه وهم يرقدون على سلالم مغطاة بالسجاد الأحمر ذات الأهمية الرمزية.
وعلى الفور، صرح فوميو كيشيدا للصحفيين، أن سلوك ابنه العام الماضي في الفضاء العام لم يكن مناسبا لوظيفته كسكرتير سياسي وأنه تقرر استبداله.
وتعد إقالة شوتارو كيشيدا، صفعة كبيرة لوالده لاسيما أنها جاءت في وقت دقيق، بعد أن تحسنت شعبيته، بعد قمة مجموعة السبع هذا الشهر في هيروشيما، ومحاولة استهدافه خلال حملته الانتخابية الشهر الماضي.
كما أن رئيس الوزراء الياباني قرر إقالة ابنه قبل اختتام الدورة البرلمانية الجارية في 21 يونيو المقبل، وكان قرار الإقالة من الحزب الحاكم ورئيس الوزراء محاولة لتقليل الأضرار التي لحقت بهما بسبب تصرفات غير مسئولة.
وعلى الرغم من توبيخ فوميو كيشيدا لابنه وإقالته إلا أن انتقادات المعارضة تزايدت داعية إلى استقالته هو شخصيا.
ويبدو أن شوتارو كيشيدا، ذو سوابق كبيرة في عملية خذلان والده والتسبب في إحراجه مع خصومه سياسيا، فليست هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها لانتقادات بسبب إساءة استخدام لمنصبه الرسمي.
حيث سبق وأن تسبب في توجيه الانتقادات له خلال مرافقة والده في بريطانيا وباريس يناير الماضي، لاستخدامه سيارات السفارة في رحلات خاصة لمشاهدة معالم الدولتين، ولذهابه للتسوق لشراء هدايا تذكارية من متجر فخم في لندن.
ولم يكن يدري رئيس الوزراء الياباني بأن خطوته لاستقدام ابته للعمل في كسكرتير سياسي، في مارس 2020، سيكون أسوأ قرار قد اتخذه في حياته السياسية، حيث أصر على تعيينه على الرغم من اعتراض المعارضة، مؤكدًا أنه تولى المنصب بسبب “شخصيته وبصيرته”.
ويعد تعيين أفراد الأسرة في مناصب سياسية أمر شائعا في اليابان والتي تضم نسبة عالية من المشرعين الذين يرثون المناصب عن آبائهم، حيث تٌعد خطوة نحو تجهيزهم لوراثة المنصب.