كيف توقفت عجلة الزمن عند هؤلاء القوم الذين تمثل المخترعات الحديثة بالنسبة لهم أشباح شريرة تستحق المواجهة والطرد؟ تأقلموا على تلك الحياة البدائية وابتكروا طريقة عجيبة للتكاثر .. كيف لهذه الآلاف المؤلفة من البشر أن تعود إلى الزمن الحالي؟
قد يبدو الأمر دربا من الخيال أو الأفلام السينمائية، لكنها الحقيقة التي يحياها «الأميش» الذين توقف الزمن عندهم، فلم يصلوا حتى الآن إلى أي من المخترعات والابتكارات الحديثة.
فهي ممنوعة عنهم بحكم معتقداتهم الدينية التي تلزمهم بتجنب هذه الآفات بوصفها من الموبقات ، وهي معتقدات لا يجوز تجاوزها أو مخالفتها أو الحياة بدونها باعتبارها قيما عليا من السماء.
لغز الحركة الإصلاحية
وأغرب مبادئ الأميش أنهم يروجون لعاداتهم على أنها حركة إصلاحية بدأت بقيادة رجل سويسري يدعى «جيكوب أمان»..
لكن أفكار الأميش لم تكن مقبولة في بدايتها، وحين رحل «أمان» تعرض أتباعه لأزمات كبيرة كان مفادها أن وجودهم سينتهي وحينها بدأوا المغادرة إلى كندا والولايات المتحدة الأمريكية.
لكنهم يؤمنون بنفس المعتقدات الأولى ويمارسون نفس التقاليد فالشاب بعد الزواج عليه أن يتخلص من شاربه ويطلق لحيته إلزاما.
وفق موقع «حفريات».
لماذا يرفضون الكهرباء
يؤمن الأميش بأن الكهرباء والتكنولوجيا إنهاء لوداعة الطبيعة ولذلك يمنعون إدخال الكهرباء إلى المنازل ويكتفون بالإضاءة الطبيعية ولكن دون استخدام السيارات التي تعد في رأيهم وسيلة مواصلات غير مناسبة للحياة الطبيعية ويستخدمون عربات مجرورة ويعادل ثمنها ثمن السيارات العادية التي يمنعون استخدامها.
استثناء قانوني
يحصل الأميش في المناطق التي يعيشون فيها بالولايات المتحدة على استثناءات قانونية تتيح لهم الحق في عدم دخول المدارس حتى سن السابعة عشر على أن يندمجوا في التعليم بمدارسهم الخاصة.
ويمنع بعض أبناء الأميش استخدام النقود وحتى العربات البدائية التي يستخدمونها فهي ممنوعة على سيدات الأميش حيث يعتبرون أن الدين يحث الناس على أن العيش يجب أن يكون على طريقة القدماء حيث توقف الزمن بهم منذ آلاف السنين.
التكاثر السريع
ويتزايد أعداد أبناء الأميش بكثرة ملحوظة وتشير إحدى الدراسات التي أجريت بشأنهم إلى أن كثرة أعدادهم تعود إلى نمط الحياة المستقر الذي يحيا به أبناء الأميش حيث يعتبرون الزواج فرضا مقدسا ويقدسون الحياة الأسرية.
كما يميلون إلى كثرة الإنجاب بطريقة ملحوظة حيث يصل متوسط معدل الإنجاب لدى الأسرة الواحدة إلى حوالي سبعة أبناء تقوم أسرهم على تربيتهم بعيدا عن المدنية الحديثة والوسائل التكنولوجية وفي كل منزل بالكاد موقد للغاز دون أي جهاز كهربائي.
واعتادت سيدات الأميش ارتداء ملابس قريبة إلى الريف الأوروبي ويظل أبناء الأميش دائما في رحلة بحث لا تتوقف عن أفضل الأراضي الزراعية المناسبة لأوضاعهم المادية حيث يهتمون كثيرا بالزراعة التي توفر لهم مهنا أقرب إلى البدائية منها إلى المدنية الحديثة التي يرفضونها جملة وتفصيلا،وبرغم تحفظ الكثيرين على حياة الأميش.
هل جربت مرة أن تطبق أسلوب معيشتهم يوما واحد؟