هل تخيلت يوما قرية في الدنيا قدَّست «التاء المربوطة» ومنعت الرجال وكيف تحافظ ساكنات تلك القرية على البقاء بعد أن اضطررن للعيش في تلك الظروف في بيئة بالكاد يجدن فيها قوت يومهن دون أن يكون لهن الحق حتى في مجرد الحلم بالعيش حياة أفضل ؟
إنَّها قرية «أوموجا» التي تقع في مقاطعة سامبورو شمال كينيا تلك القرية التي بدت للزائرين كيانا بشريا عجيبا. هناك في المباني والأكواخ البسيطة تظهر مجموعات من الأسر قليلة العدد ما بين سيدات وأخواتهم وأبنائهن. لكن هذه الأسر العائل فيها سيدة وغير مسموح لرجل أيا كانت سلطته بدخول القرية أو حتى الاقتراب من حدودها.
وجودِك في البيت لم يعد ممكنا
البقاء فقط للتاء المربوطة.. هكذا تصدَّر ذلك الشعار حياة ساكنات القرية التي أصبحت الملاذ الأول لهؤلاء السيدات اللائي اتخذنها موطنا «إن وجودِك في البيت لم يعد ممكنا وعليك الآن المغادرة فورا»
كان ذلك هو التحذير الأول الصادر للسيدة مؤسسة القرية التي أسمتها «قرية الوحدة».. وهي السيدة ريبيكا لولوسولي اصاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في تلك القرية.. لكن ما السبب؟
زوج لا يعرف الرحمة
تعرضت السيدة ريبيكا لولوسولي لأزمة كبيرة مع زوجها لم تكن الحياة بين الزوجين سهلة وكان على لولوسولي أن تتخذ
قرارا مناسبا لأن صحتها لم تعد تحتمل تلك الحياة القاسية مع زوج لم تعرف الرحمة إلى قلبه سبيلا… حيث أصبحت الحياة في منزلهما بتلك الطريقة هي «المستحيل بعينه»..
أولى البانيات
هامت السيدة ريبيكا لولوسولي على وجهها في مساحات البلاد الخالية لعلها تجد لنفسها مأوى وظل تفكيرها يراودها فلا قريب سيتحملها ولا جار سيرأف بحالها وعندئذ فكرت : لماذا لا تؤسس لنفسها قرية لها تكون مأوى للسيدات اللائي عانين نفس ظروفها الصعبة.. وأخيرا هداها تفكيرها إلى اختيار مساحة كبيرة من الأرض الخالية التي وضعت عليها يدها وصدق ظنها بشأن السيدات .فمع مرور الوقت لم تعد القرية ملكا للسيدة ريبيكا لولوسولي وحدها
أغرب تجمع بشري في العالم
بدأت السيدات اللائي يعانين أزماتهن مع أزواجهن في التوافد على القرية الجديدة حيث لا وجود فيها للرجال وكان التشكيل
الأول لمجلس إدارة القرية الذي شكل تلقائيا من خمس عشرة سيدة وعلى مدار ثلاثة وثلاثين عاما تأسست قرية الوحدة.
تتعدد أعمال السيدات في تلك القرية المصنفة باعتبارها من أغرب قرى العالم ما بين جمع الحطب أو بيع مشروب غير
قانوني وتشير المصادر التاريخية إلى أن مؤسسة القرية لديها مواقف مناوئة للأحداث التي انتهت بسوء معاملة السيدات
وفق صحيفة البيان .
كان من بين تلك الأحداث استهدافهن أخلاقيا من قِبل الجنود البريطانيين أثناء سيطرة المملكة المتحدة على المنطقة، ذلك
الاستهداف الذي كانت ينتهي بقرار من الأزواج بمنع زوجاتهم من دخول منازلهن فيصبحن عرضة إلى مصير مجهول,
يستغربهن العالم.. وتدور حولهن التساؤلات لكنهن يعتبرن أنفسهن طريدات الجحيم اللائي نجون من الرجال حيث قررن أن تكون تلك هي حياتهن الجديدة إلى الأبد!!!!!!!