لطالما كان خامس الخلفاء ونجم الأتقياء.. فمن أين لهذه الفرقة بشن الإدعاءات التي روجوها دون أدلة واخترعوها دون أسانيد
وما موقف المسلمين من أحاديث الإفك التي طالت وليهم كما طالت غيره من النجوم؟
جاء هاتف من السماء إلى أهل الأرض وأخذ يناديهم «أتاكم العدل واللين وإظهار العمل الصالح في المصلين»..
كانت تلك أحداث رؤيا شاهدها رجل من الصالحين قبل ولاية ذلك الخليفة.. وعلم الرجل أن الحلم سيكون حقيقة، في ذات الرؤيا التي حدثت في جوف ليل هادئ توجه الرجل الصالح إلى الهاتف الذي جاء صوته من السماء يسأله عن المقصود:
وسأل الرجل الصالح مصدر الصوت: «من هو المقصود بذلك يرحمك الله؟»
عندئذٍ .. نزل صاحب الصوت من السماء إلى الأرض وكتب بيده «عمر» – قاصدا بذلك عمر بن عبد العزيز.. وحدثت بالفعل على أرض الواقع حيث تم إسناد المنصب الأشد أهمية إلى الراشد الأموي ليكون عمر بن عبد العزيز خليفة للمسلمين.
خامس الخلفاء ونجم الأتقياء
إنَّه الخليفة الذي طوى الزمن ستة عقود من الزمان بينه وبين الأربعة الأكابر ليكون اسمه خامس خمسة أسسوا حكمهم بالعدل ودانت لهم الدنيا بأكملها حبا وإنصافا.
ثلاثون شهرا من الحكمة أحدث بها ذلك الراشد الأموي تغييرا شاملا.. أما المال العام لديه فكان قيمة مقدسة لا يجوز المساس بها من أي مسؤول حتى لو كان الخليفة ذاته.
لماذا اخضلت لحيته ؟
الخليفة نفسه عاش حياة البسطاء زاهدا.. ليس له من موقع مسؤوليته إلا بالكاد ما يكفي قوت يومه.. ولطالما اخضلَّت لحيته تأثرا وخوفا من أن يكون قد قصَّر – عن غير عمد – لحظة في أداء المسؤولية.
الأسئلة الأربعة اليومية التي كان رجال الخليفة يرددونها يوميا مفادها البحث عن المديونين وطالبي الزواج، والأبناء الذين فقدوا الوالد.. جميعهم كانوا أولوية العناية لدى الراشد الأموي.. ولكن أغرب المواقف أن المنادي الذي كان يمثل جهاز إعلام الخليفة في ذلك الوقت لم يتلق ردا لأن الشعب كان – حينذاك – قد اغتنى بأكمله .. أما وزارة المالية (أو بيت المال) فقد أوفي بمطالب الجميع..
هل امتلك أصحاب الإدعاء دليلا؟
وبرغم عدل عمر وإنصافه إلا أنه كان أمام من يزعمون أنهم أتباع سيدنا علي بن أبي طالب وخصوصا الفرقة الأثنى عشرية، كان بالنسبة لهم مرتكبا لمخالفة عظيمة لأنه جلس على كرسي خلافة كان الأولى به آل البيت
ولا يختلف موقف خامس الخلفاء لدى تلك الفرق عن موقفها من أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – فقد ألَّف أبناء تلك الفرق العديد من الروايات المختلقة التي ناقضت التاريخ والدين وقالوا في حق الفاروق عمر – رضى الله عنه – وفي حق الصديق أبو بكر ما لا يصدقه بشر.
الجدير بالذكر أن عمر بن عبد العزيز كان الخليفة الأموي الأوحد الذي أنصف آل البيت وخصوصا أحفاد علي بن أبي طالب وحدد لهم المخصصات المالية ومنع التعريض بالإمام على على المنابر وهي كانت عادة شائعة في زمن الأمويين ، ورغم ذلك لم يسلم من اتهامات ادعت أنه ليس جديرا بالخلافة ، وربما كان إنصافه وإحسانه لآل البيت ولأحفاد الإمام علي كان هو السبب الرئيسي في رحيله عن الدنيا بطريقة يعتقد الكثير من المؤرخين أنها غير طبيعية . وأن بطانته تخلصت منه لمحاباته أنصار وأحفاد علي الذين أرادوا الخلافة لأنفيهم بدلا من الأمويين .