أن يستيقظ العالم فجأة فيجد عشرة أيام مفقودة من الزمن ، هو أمر في غاية الغموض والخطورة ، كثيرون لم يصدقوا الأمر ، وكثيرون رفضوا التعامل معه ، لكن الحقيقة الأكيدة أن عشرة أيام اختفت فجأة من عمر البشرية ، فترى أين ذهبت تلك الأيام وما الذي حدث فيها ؟
كل من عاشوا في القرن السادس عشر ، وتحديدا يوم الخميس 4 أكتوبر عام 1582 ، فوجئوا في اليوم التالي لاستيقاظهم باختفاء عشرة أيام من الزمن، نعم .. عشرة أيام كاملة سقطت في ثقب أسود من ذاكرة العالم ، فاليوم التالي ليوم الخميس 4 أكتوبر 1582 لم يكن يوم الجمعة 5 أكتوبر بل كان يوم الجمعة هو 15 أكتوبر 1582.
هكذا ببساطة اختفت عشرة أيام من تاريخ البشرية ولا أحد يعرف إن كان هناك أشخاص عاشوا في تلك الأيام المختفية ليعرفوا سرها وما حدث فيها أم لا ، ولا أحد يعرف ايضا إن كانت تلك الأيام جرت بالفعل أم أنه تم الاستغناء عنها .
اكتشاف خطير حول الأرض
اكتشف علماء الفلك الغربيين في القرن السادس عشر أن دورة الأرض حول الشمس تختلف عن الحسابات المعتادة في التقويم اليولياني الذي كان يعتمده العالم كله ، فهذا التوقيت كان يقوم على أن الأرض تدور حول الشمس دورة كاملة في 365 يوما وست ساعات ، وهو ما أثبت خطأه العلماء الغربيين.
حيث أكدوا أن دورة الأرض حول الشمس دورة كاملة تستغرق 365 يوما وخمس ساعات و48 دقيقة و46 ثانية ، ما يجعل التوقيت اليولياني بعيدا عن الدقة في حساب دورة الأرض حول الشمس بمقدار 11 دقيقة و14 ثانية، ما يجعل هناك يوما زائدا عن الحقيقة كل 128 سنة ، وحسبوا المدة من 325 ميلادية وهو المجمع المسكوني الأول الذي رتب الأعياد المسيحية وحدد ميلاد المسيح ، إلى عام 1582 ليجدوا هناك عشرة أيام زائدة .
قرار مفاجئ
في هذا العام قرر البابا جريجورس الثالث عشر اعتماد التوقيت الجديد الدقيق الذي أشار عليه به علماء الفلك ، ومن ثم أعلن أنه يوم الجمعة 5 أكتوبر عام 1582 سيكون الموافق 15 أكتوبر من العام نفسه .
وهو ما استقبله العالم وقتها باندهاش شديد ، وذهل الكثيرون من إسقاط عشرة أيام من التاريخ ، وظن البعض أن تلك الأيام تحمل أسرارا مقدسة لا تريد الكنيسة الرومانية أن تفصح عنها . ولكن في النهاية تم اعتماد هذا التاريخ في الغرب وفي معظم دول العالم ليصبح هو التاريخ الرسمي وعلى أساسه تتحدد الأعياد الدينية .
الخلاف بين الغرب والشرق
كان العالم كله يحتفل بميلاد المسيح يوم 25 ديسمبر من كل عام الموافق في التاريخ القبطي – المصري 29 كهيك من السنة القبطية ، لكن مع تغيير التقويم اليولياني المنسوب للامبراطور الروماني يوليوس قيصر، واعتماد التقويم الجريجوي المنسوب للبابا جريجورس الثالث عشر ، أصبح يوم 25 ديسمبر في التقويم الجريجوري لا يوافق 29 كهيك في التقويم القبطي بل يوافق يوم 7 يناير ، ومن هنا جاء الخلاف بين الشرق والغرب في الاحتفال بعيد الميلاد المجيد .
لتبقى الأيام العشرة التي سقطت من الزمن سرا غامضا ولغزا كبيرا بالنسبة للكثير من الباحثين الذين أوردوا لها تفسيرات وتحليلات مختلفة .