إن تصنيفها دائما لدى العلماء أنها الكائنات الأخطر على البشر فكيف لذلك الشاب السوري أن يستخرج منها مواد تعد بمثابة
«زيت الحياة»، وبأي طريقة استخلص من تلك الكائنات الزاحفة مواد دوائية تضمن تجاوز العديد من الأزمات الصحية التي ربما
لم يتمكن أهل الطب أنفسهم من الوصول إلى حلول لها؟
بنيت جهود الشاب السوري محمد الجاسم في العمل بذلك المجال على دراسات وتجارب علمية شديدة التعقيد.
تلك الدراسات التي تناولت الاستخدامات العلمية للمواد المستخرجة من الأفعوان والتي يطور العلماء تجاربهم بشأنها للوصول إلى حلول سريعة للأزمات الصحية من خلال تلك المواد.
رحلة العمل بدون مديرين
هناك في قلب الصحارى السورية وجد الشاب محمد الجاسم لنفسه عملا حرا لا يرتبط بمواعيد حضور وانصراف إنه مشروعه الخاص للحصول على الربح الوفير من دون الحصول في ذات الوقت على تعليمات من مدير أو الانتماء إلى شركة أو منشأة من منشآت الأعمال في القطاعين العام أو الخاص.. أو هكذا قرر ذلك الشاب السوري أن يكون ميدان عمله الصحراء الشاسعة، التي آمن منذ اللحظة الأولى لجولاته فيها أن بباطنها كنوزا لا تقدر بثمن ولم تصل إليها أيادي البشر.
مخاطر ومعوقات
جاب محمد الجاسم صحاري بلاده بحثا عن الأفعوان الأخطر تأثيرا على البشر، وكان يعلم يقينا أن مواجهة واحدة مع واحد من تلك الكائنات ستكون كفيلة بإنهاء حياته، لكن الأمر لم يخل من تدريبات متواصلة لفهم لغة هذه الزواحف والتدريب على طريقة مأمونة للإمساك بها مع اتقاء شرورها.
موسم جمع المخاطر
تسيطر شمس الصيف على صحراء سوريا وتكون تلك الإشارة الطبيعية لمحمد لبدء موسم جمع الأفعوان، بعد انتهاء عمليات البيات الشتوي لتلك الكائنات التي تخرج من جحور يعلم محمد تماما الخرائط الدالة عليها في باطن الصحراء – وعندئذ – يبدأ جمعها بطريقة احترافية مذهلة بل إنه يمسكها بيديه دون حاجة إلى الاستعانة بوسائل وقاية أو طرق حديثة لحماية نفسه منها.
خط نجدة الأهالي
«هذه معداتي بعد عشرين عاما من الحياة مع تلك الكائنات»..بتلك العبارة بشير محمد الجاسم إلى يديه أثناء اصطياد الزواحف الخطرة، حيث اتسعت دائرة عمله قرب الحدود السورية العراقية وعلم سكان تلك المناطق أنه قد احترف صيد الأفعوان وحال صادف أي منهم هذه الكائنات يسرع بالاتصال به حتى يحصل على هذه الزواحف وينقذ بلادهم منها.
أما عن استخدامات تلك الكائنات فيروي محمد عناوين بشأنها دون الكشف عن أسرار استخدامها في المجال الطبي وفي تجاوز الأزمات الصحية الصعبة .
أما طريقته في الإمساك بالأفعوان فلا زالت لدى السوريين سرا لم يتمكن أحد من كشف ألغازه ولعله بالنسبة لمحمد جاسم «سر المهنة الذي لن يبوح به».