تحركات عسكرية مفاجئة وتطورات سريعة في النيجر بغرب إفريقيا، تدعو إلى القلق خوفا من أن تطور الأمر إلى مواجهة عسكرية أخرى بين فصائل الجيش على الطابع السوادني، حيث خالف الحرس الرئاسي أبسط مهامه وهي حماية الرئيس، فقام بمحاصرته من أجل إجباره على الاستقالة، في الوقت الذي تحرك فيه الجيش سريعا من أجل حصار القصر الرئاسي، لتدخل النيجر في نفق مظلم.. ماذا يحدث في النيجر؟
في تصرف مفاجئ وغريب، تخلى الحرس الرئاسي في النيجر عن أبسط مهامه في الدفاع عن رئيس الجمهورية، ليكون هو من يشكل الخطر على حياة الرئيس محمد بازوم ويحتجزه داخل القصر الرئاسي في العاصمة نيامي، ليكمل المحاولة الناقصة التي بدأت قبل أن يحلف اليمين بيومين فقط.
وأكدت تقارير صحفية، أن عربات عسكرية أغلقت مدخل القصر الرئاسي، ومنعت الوصول إلى مقرات الوزارات الواقعة بجوار القصر،
وحلف رئيس النيجر محمد بازوم، اليمين الدستورية كأول رئيس من الأقلية العربية في تاريخ البلاد، منذ استقلالها عن فرنسا قبل 60 عاما، في أبريل من العام 2021، إلا أنه قبل أن يتولى منصبه بشكل رسمي بيومين فقط، أحبطت قوات الأمن محاولة عسكرية للسيطرة على الحكم والقصر الرئاسي في العاصمة نيامي، إلا أنه تم إفشالها وأعلنت قوات الأمن استعادة النظام في ظرف ساعة تقريبا.
ويبدو أن شبح المحاولات العسكرية للسيطرة على السلطة أطل برأسه مرة أخرى في واحدة من أغنى بلاد القارة السمرة والتي تحتوى على اليورانيوم، بعد 10 سنوات من السبات، على الرغم من أن تحركات الحرس الرئاسي غير مدعومة من قبل الجيش في النيجر إلا أنها تظل محاولة للسيطرة على السلطة بالقوة العسكرية.
وصرح مسئول إعلامي برئاسة النيجر للجزيرة، أن الجيش قد يتدخل في الساعات المقبلة لحسم الأوضاع في العاصمة واستعادة النظام.
وأوضح الحساب الرسمي لرئيس النيجر على تويتر، أن أفراد الحرس الرئاسي فشلوا في الحصول على دعم قوات الأمن الأخرى في تحركهم من أجل عزل الرئيس.
وأكدت مصادر لقناة “العربية” بأنه تجرى محاولة من أجل الضغط على رئيس النيجر من أجل الاستقالة من جانب محتجزيه من الحرس الرئاسي، فيما يرفض الرئيس بازوم طلبهم.
ومع تطور الأوضاع واستمرار احتجاز الرئيس بازوم، أعلن جيش النيجر عن منح مهلة الحرس الرئاسي مهلة للإفراج عن الرئيس.
وأكدت الرئاسة في النيجر، أن الجيش والحرس الوطني مستعدان للتدخل مواجهة عناصر الحرس الجمهوري المشاركين في هذه الحركة إذا لم يستعيدوا هدوءهم.
وشددت مؤسسة الرئاسة في النيجر، أن الرئيس بازوم وعائلته بخير”.كل ذلك في الوقت الذي أفادت فيه وسائل إعلام بالنيجر، عن اعتقال وزير الداخلية في منزل مجاور لمقر إقامة الرئيس، ليكون رئيس الجمهورية ووزير الداخلية تحت يد الحرس الرئاسي.
ومن جانبه، طالب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي، أعضاء الحرس الرئاسي لإنهاء تحركهم والإفراج عن الرئيس بشكل فوري.
ويخشى الاتحاد الإفريقي، من أن تتحول الأوضاع في النيجر على الطابع السوداني بيحث تكون هناك مواجهة عسكرية طويلة المدى بين القوى العسكرية تؤدي إلى تدهور الأوضاع في البلاد فهل تنزل النيجر إلى الحفرة السودانية؟