منوعات

حكاية حمام المسخوطين في الجزائر ..أسطورة المسك والطين !

صخور كلسية متداخلة ..توحي لمن ينظر إليها بأنها صور بشر داخل حجارة ، قيل عنها أغرب أسطورة يمكن أن تسمعها في حياتك، رغم أنه واحد من أشهر الأماكن الطبيعية في العالم فما حكاية حمام المسخوطين في الجزائر وهل حقا هناك بشر يقبعون بين صخوره منذ مئات السنين ؟

أين يقع حمام المسخوطين؟

حمام المسخوطين هو بقعة في الجزائر، تقع على بعد 25 كم من مدينة قالمة.وهي منطقة في شرق الجزائر، ويعتبر واحدا من أشهر الحمامات المعدنية في العالم كله، فيتميز بمياه ساخنة شديدة الحرارة.حيث تتدفق مياهه من مجرى غائر يقع في باطن الأرض.

وتتراوح درجة حرارته بين 90 و96 درجة مئوية، لدرجة أنه يتصاعد البخار منه من شدة حرارته، تفوق قوة تدفقه 6500 لتر في الدقيقة الواحدة، وهو يحتل المرتبة الثانية عالميا كواحد من انقى الحمامات المعدنية في العالم ومن حيث درجة حرارة مياهه
وذلك بعد براكين آيسلندا.
وهو مقصد الكثير من الجزائريين الذين يعانون من بعض العوارض الجسمانية خصوصا التي تصيب الجلد، ويرجع وجود تلك المعادن إلى ترسبات كلسية تراكمت عبر ملايين السنين في تلك الصخور.

سبب التسمية !

المسخوطين في اللغة العربية معناها الأشخاص الذين نزل عليهم سخط من الله وغضب منه، وبعض علماء الآثار ينسبون التسمية إلى العهد العثماني حيث تأثر الجزائريون فكان الناس يتداوون بمياه الحمام الساخنة ، بينما تذكر بعض المراجع التاريخية أن سكان تلك المنطقة كانوا يستعملون في علاجهم المسك والطين بجانب مياه الحمام الساخنة، وهو الذي جعل الفرنسيون يجمعون مفردات كلمتي “المسك” و”الطين” في كلمة واحدة، فكان الفرنسيون ينطقونها بقولهم “المسكوتين” معا
ففسرها الناس أنها المسخوطين !

أسطورة غريبة !

وتنتشر أسطورة غريبة حول هذا الحمام، ويقال أنها حدثت منذ مئات السنين، وهي أن الأمير “سيدي أرزاق” وهو كان أميرا لأحد القبائل القوية، كان قد قرر أن يرتبط بأخته، ورغم أنه قابل ذلك الطلب الغريب بمعارضة شديدة من شيوخ القبيلة لحرمانية هذا الفعل، إلا انه صمم على أن يمضي في الزفاف وقيل إن المشايخ المعارضين غادروا القبيلة تعبيرا عن استيائهم واستنكارهم لما سيحدث.

سخطهم الله

وفي وقت الإعداد لحفل الزفاف حل بهم غضب الله، ومسخوا جميعا إلى حجارة بسبب المعصية الكبيرة التي كانت على وشك الحدوث ، وهو الأمر الذي اكتشفه سكان القبيلة بعد ذلك ، وفيما بعد اقترحت السلطات المحلية لمدينة قالمة اسم “دباغ” على الحمام ، في محاولة منها لاستبدال الاسم القديم الذي يحمل قصة غير لائقة بالمكان.

لكن سكان المنطقة مصممين على تسميته القديمة بكلمة المسخوطين .مما يجعل تلك الرواية الغريبة باقية في أذهان الكثيرين، ورغم تلك الرواية يعتبر حمام المسخوطين واحدا من أكثر الأماكن السياحية التي تعتبر مقصدا هاما للاسترخاء والتداوي والاستمتاع بالمناظر الطبيعية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى