أناس من أقدم شعوب الأرض، أفارقة بملامح أسياوية، يعيشون في الصحراء الإفريقية منذ آلاف السنين، كانوا في خفية عن العالم حتى أعاد الكاتب الإفريقي لورانس فان در بوست استكشافهم من جديد.
قبيلة لها طابعها الخاص، حافظت على ثقافتها وهويتها لسنوات، أثارت دهشة كل من سمع عنها، فيعتقد البعض أنهم أول من سكن القارة السمراء..فمن هم شعب البوشمن؟
البوشمن أو “رجال الأحراش” بحسب اللغة البرتغالية هم قبائل تقطن صحراء كالاهاري الممتدة على مساحة واسعة من جنوب القارة الإفريقية، ويعتقد البعض أنها أقدم المجموعات البشرية الآهلة لقارة إفريقيا على الإطلاق، حيث تعيش تلك القبائل في صحراء إفريقيا منذ ما يقارب 20 ألف سنة.
وتتسم هذه القبيلة بإختلاف ملامح أفرادها حيث تشبه الملامح الآسيوية، إذ كان أفرادها يمتلكون بشرة صفراء فاتحة، وأمّا شكل عيونهم، فكانت ضيقة ومائلة تماماً مثل الأعراق الآسيوية، أنفاً قصيراً، ووجهاً عريضاً، ورأساً مستديراً، وشعراً مفلفلاً ذا ملمس خشن، ولا يزيد مُعدَّل طول الفرد الواحد من جماعات البوشمن عن نحو 145 سم.
وعلى عكس معظم قبائل إفريقيا التي تعتمد على الزراعة والرعي وتربية الحيوانات فإن قبيلة “البوشمن” يعتمودن فقط على الصيد وجمع الثمار البرية من أجل الغذاء، حيث يتحرّك أفراد قبائل البوشمن في هجراتهم وفقاً لضربات البرق، فالبوشمن ينزلون في المنطقة التي تتساقط فيها الأمطار، ليتغذوا على فواكه الصحراء البرية، ويصطادون الحيوانات البرية.
ويستخدم سيدات القبيلة بيض النعام لحفظ الماء و الفواكه، ولا يستخدمون الأواني الفخارية كما هو متعارف عن القبائل الإفريقية.
وتعد الموسيقي شيئا مقدسا لدى شعب البوشمن، فعند عودة رجال البوشمن من رحلة الصيد، يتجمع أفراد القبيلة في مكان خاص بعزف الموسيقى، تقوم النساء بالغناء، بينما يرقص الرجال احتفالاً بانتصاراتهم في الصيد، وكذلك عند اعتلال أحدهم يقون أفراد القبيلة بالاجتماع ليلاً للاحتفال، وذلك بأداء رقصة موسيقية يطلقون عليها اسم “رقصة الشفاء”، يدخل خلالها المعالج في حالة من النشوة المضاعفة، وهو ما يسمح له بربط قوته الروحية الشافية بالمجتمع، حتى يتدخّل لمعالجة وإبعاد المصيبة من خلال التأثير على روح المصاب واستخلاص العنصر الخبيث من جسمه. ويؤمن البوشمن بإلهين اثنين، واحد بالشرق والآخر بالغرب، أحدهما هو خالق العالم والكائنات الحية، بينما الآخر لديه قوة أقل ويتحكم في الحياة.
وكان مصير قبائل البوشمن غير مستقر حيث، تعيش قبائل البوشمن في محمية ببوتسوانا، تمّ إنشاؤها خصيصاً لنقل 5 آلاف من قبائل البوشمن سنة 1961، بعد إكتشاف ألماس في المحمية البوتسوانية، وبعد فترة وجيزة، قررت الحكومة البوتسوانية أن أفراد قبائل البوشمن التي تعيش هناك، يتعين عليهم المغادرة بسبب مكتشفات الألماس الكبيرة، مما جعل من الصعب على شعب البوشمن الإستمرار بالحياة هناك، وتعرضت قبائل البوشمن إلى الطرد من محمية ببوسوانا لم يتبقّ من قبائل البوشمن سوى 60 ألف فقط.. ما يجعلهم على وشك الانقراض.