هو حاكم ليس كأي حاكم فمجيئة إلى الحكم لم يكن قرارا من أهل الأرض بمبدأ الشورى كما فعل عمر بن الخطاب.. كذلك لم يصل إلى الحكم بولاية العهد كما فعل يزيد بن معاوية.. لكن أمره تم حسمه من السماء وتحول عصره إلى عهد من الذهب الذي أضاء صفحات التاريخ الإسلامي.. فكيف سيطر ذلك الحاكم على قلوب المسلمين وما هي المعجزات التي تحققت على يديه؟ وما قصة ظهور صوت من السماء لتبشير الناس بقدومه إلى الأرض؟تعالوا معا نتعرف على صاحب العهد الذهبي وكيف كانت النهاية:
كان يربت بيديه الكريمتين على كتف صاحب الحاجة ويتفنن في جبر خواطر المحتاجين يحرم نفسه الطعام من أجلهم وهو الذي كان يعيش بينهم كأقل رجل منهم.. أما مجيئه إلى حكم بلاد المسلمين فكان حدثا نادرا وقف له التاريخ تعظيما وتبجيلا.. ووصلت به إخلاقه إلى أنه أصدر أوامر مشددة بعدم القيام له عند مروره..
شهادة من شريكة العمر
تقول عنه شريكة عمره إن ما كان من أكثر الناس صلاة ولا أكثرهم صياما.. ولكن شريكة العمر تكشف عنه سرا عظيما فقد كان حينما يكون في فراشه يذكر الله فيرتجف ارتجافة العصفور من شدة خوفه من الله.. وكانت نفقة بيته اليومية درهمان فقط لا يزيد عليهما وهو الحاكم الذي كانت بيده خزائن المسلمين وبيت المال والثروات العظيمة التي كانت فيه.
رسالة السماء إلى المسلمين
وصل اسمه إلى المسلمين في رسالة خاصة إلى رجل صالح نام ذات ليلة ورأى من أمر ذلك الحاكم العجب العجاب.. رأى أحد الصالحين في أثناء نومه صوت يتردد في السماء وقد وصلت أصداؤه إلى أهل الأرض وكان صاحب الصوت ينظر إلى ذلك الرجل الصالح.
فماذا قال صاحب الصوت للرجل الصالح عن الحاكم القادم لديار الإسلام؟
حوار بين الرجل الصالح وبين القادم من السماء
كان الصوت الذي يتردد في السماء هو صوت رسالة مسموعة لأهل الأرض وصلت إلى الرجل الصالح واضحة وضوح الشمس في ضحاها فلقد قال صاحب الصوت للرجل: أَتَاكُم الْعدْل واللين وَإِظْهَار الْعَمَل الصَّالح فِي الْمُصَلِّين.
استبشر الرجل الصالح خيرا حينما علم بأوصاف حاكم المسلمين القادم وأخلاقه وكرمه ونشره للعدل في الأرض وانتصاره لأصحاب الحاجة والمظلومين المغلوبين على أمرهم؟
نزل من السماء ليكتب اسمه
بادر الرجل الصالح صاحب الصوت القادم من السماء بسؤال مباشر عن اسم ذلك الشخص الذي سيحيا العدل على يديه وقال:
من هو ذلك الحاكم العادل الذي ننتظره – يرحمك الله – حينما سمع المتكلم من السماء سؤال الرجل الصالح نزل إلى الأرض وكتب اسم ذلك الحاكم الجديد الذي سينصر الله به الضعفاء بيديه وكانت تلك أول بشرى بأن يتولى ذلك العادل المحب للخير حكم المسلمين:
لقد كتب القادم من السماء اسم الحاكم من ثلاثة أحرف تمكن الرجل الصالح من قراءاتها جيدا وهي “عمر” وفي نفس الليلة التي ظهر فيه القادم من السماء لهذا الرجل الصالح تم إسناد مسؤولية الحكم لعمر بن عبد العزيز.. ووصل عدله إلى أن الذئب كان يحرس الغنم في عهده كأن الذئب منهم… رضى الله عن عمر بن عبد العزيز وأرضاه