نمر على أية عظيمة في القرآن الكريم مرور الكرام وفيها معاني للحياة كلها، قوله تعالى على لسان طالوت : ( إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من إغترف غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلا منهم)
بعد خروج جيش طالوت من بني إسرائيل لمقاتلة جالوت الظالم وجنوده..مر جيش طالوت بنهر الأردن..فإبتلاهم الله بعدم الشرب منه و ان يكملوا المسير الى ساحة القتال..
فرغم العطش الشديد و مشقة السفر و قلة الزاد..امرهم الله تعالى بعدم الشرب من النهر..لكن معظم الجنود شربوا منه..( فشربوا منه إلا قليلا منهم ) فأستبعدهم طالوت من الجيش و ارجعهم من حيث اتو رغم ان جيشه أصلاً قليل العدد، ولم يتبقى الا القليل مع طالوت..قلة قليلة ستحارب فئة كثيرة (قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت و جنوده)..لكن المؤمنون حقاً الذين لم يعصوا أمر ربهم قالوا : (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله و الله مع الصابرين)..
فكانت النتيجة : (فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت)
وكأن الله تعالى يبين لنا ان الانتصار على النفس و شهواتها سبيل للانتصار على الأعداء مهما كانت قوتهم و مهما كان عددهم.
فالدنيا هي مثل النهر..شرب منه الكثير من الناس..و القلة القليلة التي لم تشرب منه هي التي اصطفاها الله لتكون من اولياءه الصالحين..وهؤلاء هم القليل في كل عصر..هذه الفئة القليلة هي التي من اجلها خلق الله لهم الجنة..فاللهم اجعلنا من هذه القلة القليلة.
اقرأ أيضًا:قرار هام من وزير التعليم بشأن امتحانات الترم الثاني لصفوف النقل والإعدادية