صيام يوم عاشوراء له فضل كبير فهو يكفر السنة التي سبقته، كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم: «صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله» (رواه مسلم 1162) ، وقال العلماء أن صيام يوم عاشوراء له أربع مراتب هى: الأولى صيام اليوم التاسع واليوم العاشر، وهذا أفضل المراتب لحديث ابن عباس عند مسلم «لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع والعاشر».
والمرتبة الثانية صيام اليوم العاشر والحادي عشر، لحديث ابن عباس رضى الله عنهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “خالفوا اليهود صوموا يوما قبله أو يوما بعده”، أخرجه أحمد وابن خزيمة.
هل صيام عاشوراء يغفر جميع الذنوب
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن صيام يوم عاشوراء، يكفر سنة ماضية، لحديث النبي “احتسب على الله أن يكفر سنة ماضية”.
وأضاف جمعة، في لقاء مسجل له عبر فضائية “سي بي سي”، أن هناك ذنوب لا تغتفر بصيام عاشوراء أو حتى بالشهادة في سبيل الله، وهي الذنوب التي في حق العباد، منوها أن صيام عاشوراء يكفر الذنب بشرط ألا يكون متعلقا بحقوق الناس فهي لا تغتفر إلا بعفو صاحبها عنها، كأكل مال اليتيم أو اغتصاب أرض الغير.
وأكد أن الله يفرح فرحا شديدا بالعبد التائب بالرغم من أنه ليس في حاجة إلى ذلك فنحن المحتاجين له سبحانه وتعالى.
وقال مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر بالشريف، إن فرض الصيام كان هو يوم عاشوراء فعندما دخل النبي ﷺ المدينة ووجد يهود يصومون ذلك اليوم (سأل ما هذا؟ قالوا: هذا يوم نجي الله فيه موسي.. فقال: نحن أولي بموسي منهم.. فصامه وأمر أصحابه بصيامه) وظل عاشوراء فرضا على المسلمين إلى أن أنزل الله سبحانه وتعالى {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} حتى قال: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه} فأصبح هذا ناسخا لهذا وظل صوم يوم عاشوراء سنة إلى يوم الدين حتى قال رسول الله ﷺ : (لو بقيت لقابل لصمت تاسوعاء وعاشوراء) ولكنه ﷺ انتقل إلى الرفيق الأعلى فصار من السنة المرغوب فيها أن نصوم تاسوعاء وعاشوراء.
وأضاف جمعة، أن من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته” وقال عبد الله بن المبارك -وكان في سند الحديث- : “فجربناه ستين سنة فوجدناه صحيحا” أي أنه وسع في سنين فوسع الله عليه وضيق في أخرى فضيق الله عليه ، والحمد لله رب العالمين ولقد جربناه أكثر من أربعين عاما فوجدناه صحيحا والحمد لله لم ننقطع عنه أبدا ونوسع على العيال في أرزاقهم هذا اليوم فيوسع الله علينا أرزاقنا سائر السنة. فالتطوع بالصيام أمر مرغوب فيه ومندوب إليه إذا أردت أن تصل إلى الله بالأنوار فعليك بالصيام ؛فالصيام يجلي النفس ، والصيام يقطع الشهوة ،والصيام ينور القلب.