احتُجزت فتاة تبلغ من العمر 6 سنوات داخل غرفة سرية مكبلة بسلسلة حديدية صنعها شقيقا والدها وأخوها غير الشقيق في مركز البدرشين جنوب الجيزة.
في زاوية غرفة ضيقة، جلست «بدرية»، عيناها شاحبتان وجسدها أنهكته السنوات. ستة أعوام مرت عليها وهي مقيدة بالسلاسل في منزل أعمامها بالبدرشين جنوب الجيزة، «عربي» و«سعيد»، على يديهما ويد أخيها غير الشقيق إسلام. غرفة لا تزيد مساحتها عن مترين، مظلمة، خانقة، ونافذتها الوحيدة مغطاة بالألواح الخشبية التي حجبت الضوء والعالم عن حياتها.
بدأت الحكاية حين توفي والد «بدرية»، تاركًا ابنته في رعاية أعمامها. «عربي»، الموظف المتقاعد الذي طالما كان صارمًا ومتسلطًا، رأى في الفتاة العشرينية «تهديدًا للعائلة». «البنت دي ما ينفعش تخرج من هنا. الشارع للبنات خراب!».. قالها بصوت لا يقبل النقاش، ليحكم عليها بحبس لم تُدن فيه بشيء سوى كونها فتاة.
«سعيد»، العم الآخر، وقف إلى جانبه، يشاركه السيطرة والتحكم، بينما كان أخوها غير الشقيق «إسلام»، الأكثر قسوة بينهم، يتولى تنفيذ الأوامر.. «بدرية» أصبحت أسيرة، بلا حياة، وبلا صوت.
داخل قسم شرطة البدرشين، طرقت سيدة باب رئيس المباحث للإبلاغ عن احتجاز ابنتها على يد اثنين من أعمامها وشقيقها غير الشقيق.
انتقلت قوة من الشرطة إلى محل البلاغ، ولكن لم يتم العثور على شيء في البداية. ومع إعادة البحث، عثروا على غرفة سرية بداخلها الفتاة.
تم تحرير محضر بالواقعة ونقل الفتاة إلى المستشفى، كما ألقت الشرطة القبض على المتهمين الثلاثة للوقوف على ملابسات الواقعة.
