في خطوة قد تُشعل الأوساط الكروية، يبدو أن ثيو هيرنانديز، الظهير الأيسر المتألق في ميلان، يسعى للعودة إلى إسبانيا عبر بوابة برشلونة، بعد مسيرة قصيرة ومخيبة مع ريال مدريد في الماضي.
برشلونة، الذي يبحث عن تعزيز مركز الظهير الأيسر، وجد نفسه أمام عرض مغرٍ من اللاعب الفرنسي الذي يعاني من أزمات متصاعدة في إيطاليا. فما الذي يدفع هيرنانديز لهذا التحول المثير؟ وهل ينجح في اقتحام كامب نو؟
ثيو هيرنانديز، أحد أعمدة ميلان منذ انضمامه في 2019، كان رمزًا للجماهير وأحد أفضل الأظهرة في أوروبا بفضل سرعته وقوته الهجومية. لكن، بحلول فبراير 2025، بدا أن اللاعب البالغ من العمر 27 عامًا فقد بريقه مع “الروسونيري”.
وفقًا لصحيفة “إل ناسيونال” الإسبانية، يعيش هيرنانديز حالة من الإحباط بسبب توتر علاقته مع الجهاز الفني، سواء مع المدرب السابق باولو فونسيكا أو الحالي سيرجيو كونسيساو.
الأمور تفاقمت بعد طرده في مباراة دوري الأبطال أمام فينورد روتردام، حيث حاول التمثيل لكسب ركلة جزاء رغم حمله بطاقة صفراء، مما تسبب في خروج ميلان من البطولة.
الانتقادات الحادة التي واجهها بعدها جعلته يشعر بأن وقته في سان سيرو قد انتهى، ليبدأ البحث عن مخرج في الميركاتو القادم.
مع إعلان برشلونة عن حاجته لظهير أيسر جديد لدعم أليخاندرو بالدي أو منافسته، بدأت أسماء كبيرة في الظهور كمرشحين محتملين.
لكن عرض ثيو هيرنانديز نفسه عبر وكلائه على ديكو، المدير الرياضي للنادي، كان مفاجأة للجميع. اللاعب الفرنسي يرى في الانتقال إلى كامب نو فرصة للعودة إلى إسبانيا، بلده الأصلي، والانضمام إلى مشروع هانز فليك الطموح.
هيرنانديز مقتنع بأنه يستطيع فرض نفسه كأساسي في تشكيلة برشلونة، مستفيدًا من خبرته الواسعة في الدوريات الكبرى وقدراته الهجومية التي تتماشى مع أسلوب الفريق الكتالوني.
هذا العرض يضع النادي أمام خيار مثير، خاصة أن اللاعب يمتلك سجلاً يؤهله ليكون إضافة قوية.
ما يجعل هذه الخطوة أكثر إثارة هو ماضي هيرنانديز مع ريال مدريد، الغريم التقليدي لبرشلونة. انضم ثيو إلى الملكي في 2017 قادمًا من أتلتيكو مدريد، لكنه لم يحظَ بالفرصة تحت قيادة زين الدين زيدان، حيث لعب موسمًا واحدًا فقط قبل أن يُعار إلى ريال سوسيداد، ثم ينتقل بعدها إلى ميلان.
في إحدى اللحظات الرمزية، شوهد وهو يقبل شعار ريال مدريد، مما جعله محط اهتمام الجماهير حينها.
الآن، الانتقال المحتمل إلى برشلونة يحمل طابعًا مثيرًا للجدل، حيث سيكون تحولاً نادراً من البيت الأبيض إلى الكامب نو. هذا الانتقال قد يثير ردود فعل متباينة بين الجماهير، خاصة مع تاريخه القصير وغير الموفق في مدريد.
أمام خوان لابورتا وديكو، يقف عرض ثيو هيرنانديز كفرصة وتحدٍ في آن واحد. من ناحية، اللاعب يمتلك المواصفات المطلوبة: نجم عالمي، يجمع بين القوة البدنية والمهارة الهجومية، ولديه خبرة في دوري الأبطال والمنتخب الفرنسي.
من ناحية أخرى، يتطلب ضمه استثمارًا ماليًا كبيرًا قد يتعارض مع الوضع الاقتصادي لبرشلونة، بالإضافة إلى الحاجة لتقييم مدى اندماجه مع بالدي في التشكيلة.
ميلان، من جانبه، قد يطلب مبلغًا يتجاوز 60 مليون يورو للتخلي عن أحد قادته، خاصة مع تبقي عامين في عقده حتى 2026. هذا يعني أن القرار لن يكون سهلاً، لكنه قد يصبح حتميًا إذا أصر هيرنانديز على الرحيل.
