لم تكن مباراة القمة 129 بين الأهلي والزمالك مجرد تعادل مخيب للآمال بالنسبة لجماهير القلعة الحمراء، بل كانت بداية سلسلة من الأحداث المثيرة التي هزت أركان النادي.
من صدمة جديدة يواجهها أشرف بن شرقي من مارسيل كولر، إلى شائعات إقالة المدرب السويسري، وصولاً إلى تدخل مفاجئ من الزمالك لإفساد خطط الأهلي، يبدو أن الأيام المقبلة ستحمل الكثير من التوتر داخل جدران النادي الأحمر.
بعد انضمامه حديثًا إلى الأهلي، كان أشرف بن شرقي يتوقع استقبالًا مختلفًا، لكن السويسري مارسيل كولر فاجأ الجميع بقراراته الصارمة. النجم المغربي، الذي أبهر الجماهير بهدف رائع في القمة، وجد نفسه تحت ضغط غير متوقع من المدرب الذي أصر على فرض مهام دفاعية مشددة عليه كجناح أيسر.
مصادر داخل الجهاز الفني كشفت أن كولر أبلغ بن شرقي بضرورة المشاركة الفعالة في التغطية الدفاعية، رافضًا أي استثناءات لهذا الوافد الجديد.
السبب وراء هذا القرار يكمن في تحليل كولر لمباراة القمة التي انتهت بالتعادل 1-1 يوم 23 فبراير 2025. هدف الزمالك، الذي سجله عمر جابر من الجبهة اليمنى، كشف عن ثغرة دفاعية في الجانب الأيسر حيث كان بن شرقي متواجدًا.
كولر، المعروف بأسلوبه المنظم، يرى أن أي جناح لا يلتزم بالواجبات الدفاعية يشكل خطرًا على تماسك الفريق، وهو ما قد يضع بن شرقي أمام تحدٍ كبير للتكيف مع رؤية المدرب.
لم يقتصر الأمر على اللاعبين، فمارسيل كولر نفسه يواجه عاصفة من الانتقادات بعد التعادل أمام الزمالك.
المباراة، التي كانت فرصة ذهبية للأهلي لاستغلال تراجع مستوى الغريم التقليدي، تحولت إلى نقطة تحول سلبية أعادت فتح ملف مستقبل المدرب السويسري. مصادر مقربة من إدارة النادي أكدت أن محمود الخطيب، رئيس الأهلي، أبدى استياءه الشديد من خسارة النقاط في مباريات كان من المفترض أن تكون في المتناول.
مع اقتراب الأدوار الحاسمة في دوري أبطال إفريقيا وبطولة الدوري المصري، يبدو أن الخطيب وضع كولر تحت المجهر. المصادر تشير إلى أن أي تعثر إضافي قد يدفع الإدارة لاتخاذ قرار حاسم بإنهاء عقد المدرب السويسري بحلول نهاية الموسم الحالي، وربما قبل مونديال الأندية في يونيو 2025 إذا استمرت النتائج السلبية.
الإدارة بدأت بالفعل في دراسة أسماء مدربين بدلاء، مع تفضيل واضح لشخصية لها خبرة في البطولات الإفريقية، مثل البرتغالي روي فيتوريا أو المغربي وليد الركراكي، لضمان استعادة الفريق لمساره التنافسي.
في خضم هذه الأزمات، جاءت ضربة أخرى من الزمالك لتزيد الطين بلة. كان الأهلي يخطط لتدعيم صفوفه بصفقة كبيرة استعدادًا لمونديال الأندية في أمريكا، وكان اللاعب محمود بنتايج، نجم الزمالك الشاب، على رأس القائمة.
الخطيب رأى في بنتايج إضافة قوية لخط الوسط أو الهجوم، خاصة بعد تألقه اللافت في المباريات الأخيرة مع الفارس الأبيض.
لكن أحمد حسام ميدو وحازم إمام، أعضاء لجنة التخطيط في الزمالك، تحركا بسرعة لإفساد هذه الخطة. بحسب مصادر مطلعة، قاد الثنائي مفاوضات مكثفة لتجديد عقد بنتايج مع الزمالك، مع إغراءات مالية ووعود بدور أكبر في الفريق خلال الفترة المقبلة.
هذا التدخل أحبط آمال الأهلي في ضم اللاعب خلال فترة الانتقالات الصيفية، مما يضع الخطيب أمام تحدٍ جديد لإيجاد بديل يعزز الفريق قبل البطولة العالمية.
الأحداث الأخيرة تكشف عن حالة من الاضطراب داخل الأهلي. قرار كولر بفرض أسلوب دفاعي على بن شرقي قد يؤدي إلى توتر بين اللاعب والمدرب، خاصة إذا لم يتكيف النجم المغربي مع هذه المهام.
في الوقت نفسه، الضغوط على كولر تتزايد مع كل مباراة، وأي نتيجة سلبية قد تكون القشة التي تقصم ظهر البعير. أما ضربة الزمالك بقيادة ميدو وحازم إمام، فتظهر مدى المنافسة الشرسة بين الغريمين، حتى خارج الملعب.