في أمسية كروية مليئة بالإثارة والتنافسية على ملعب سانتياغو برنابيو، استطاع ريال مدريد أن يحقق فوزًا ثمينًا على غريمه التقليدي أتلتيكو مدريد في ذهاب دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا.
المباراة التي انتهت بتسجيل هدف رائع من إبراهيم دياز، شهدت أداءً جماعيًا متميزًا من لاعبي الفريق الأبيض، لكن أحد اللاعبين خطف الأضواء بجهوده اللافتة وإصراره اللافت، وهو فيدي فالفيردي، الذي حصل على مديح استثنائي من المدرب المساعد دافيدي أنشيلوتي بعد المباراة.
لم تكن الظروف مثالية بالنسبة لفالفيردي قبل هذه المواجهة الحاسمة. فقد عانى اللاعب الأوروغوياني من تراكم المباريات، مما أثر على حالته البدنية وأثار شكوكًا حول قدرته على تقديم أداء قوي في المباراة.
ومع ذلك، قرر المدرب كارلو أنشيلوتي منحه الثقة وإشراكه في التشكيلة الأساسية، وهو القرار الذي أثبت جدارته على أرض الملعب.
فالفيردي قدم أداءً استثنائيًا، حيث كان عنصرًا حاسمًا في خط الوسط، يجمع بين الصلابة الدفاعية والدقة في التمريرات، بالإضافة إلى تحركاته الدؤوبة التي أربكت خطط أتلتيكو مدريد.
وبسبب مخاوف من تفاقم حالته البدنية، قرر أنشيلوتي استبداله قبل الدقيقة 80، في خطوة احترازية للحفاظ على سلامة اللاعب للمباريات المقبلة.
بعد صافرة النهاية، كانت لحظة مميزة عندما اقترب دافيدي أنشيلوتي، المدرب المساعد لريال مدريد، من فالفيردي ليوجه له كلمات تعكس إعجابه الكبير بما قدمه. وفقًا لتقارير صحيفة “ديفينسا سنترال” الإسبانية، قال دافيدي لفالفيردي: “أنت لست من هذا العالم! الجهد البدني والعمل الذي بذلته كان شيئًا مذهلاً.”
كلمات تعكس تقديرًا خاصًا للاعب الذي غالبًا ما يظل جهده بعيدًا عن الأضواء مقارنة بزملائه الذين يسجلون الأهداف أو يصنعونها.
لكن فالفيردي، المعروف بتواضعه وتركيزه العالي، لم يعر اهتمامًا كبيرًا لهذا المديح العلني.
بالنسبة له، الأولوية كانت دائمًا تقديم كل ما لديه لخدمة الفريق، بعيدًا عن الأضواء أو التصريحات الصحفية. هذا النوع من العقلية جعل منه أحد أكثر اللاعبين ثقة في تشكيلة أنشيلوتي.
بعد الأداء المميز في مباراة الذهاب، تحول تركيز فالفيردي والجهاز الفني نحو التعافي البدني. اللاعب الأوروغوياني يدرك أهمية استعادة لياقته الكاملة، خاصة مع اقتراب مباراة العودة في دور الستة عشر، والتي ستكون حاسمة لتحديد المتأهل إلى ربع النهائي.
من جانبه، يبدو أن أنشيلوتي يعتمد بشكل كبير على خدمات فالفيردي، الذي أثبت أنه عنصر لا غنى عنه في خط الوسط بفضل توازنه بين الدفاع والهجوم.
الجهاز الفني، بقيادة دافيدي أنشيلوتي، يتابع عن كثب حالة اللاعب في غرفة الملابس وخلال التدريبات، حيث يسعى لضمان جاهزيته الكاملة دون المخاطرة بأي إصابات محتملة.
هذا الاهتمام الخاص يعكس القيمة الكبيرة التي يمثلها فالفيردي للفريق، ليس فقط كلاعب، بل كرمز للعزيمة والتفاني.