في عالم كرة القدم، حيث تتحدد مصائر الفرق بلحظات حاسمة، أشعلت مباراة الإياب بين أتلتيكو مدريد وريال مدريد في دور الستة عشر بدوري أبطال أوروبا جدلاً واسعاً.
لكن هذه المرة، لم يكن الجدل محصوراً في قرارات الحكام فقط، بل امتد إلى اتهامات خطيرة بتلاعب تقني قد يهز ثقة الجماهير في نزاهة اللعبة. فما الذي حدث؟ وهل فعلاً تلاعب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) بلقطات فيديو ضربة الترجيح التي نفذها جوليان ألفاريز؟
انتهت مباراتا الذهاب والإياب بين عملاقي العاصمة الإسبانية بفوز كل فريق على أرضه بهدف دون رد، ليحتكم الطرفان إلى ركلات الترجيح لحسم بطاقة التأهل إلى ربع النهائي.
ونجح ريال مدريد، حامل اللقب، في التفوق بنتيجة 4-2، لكن اللحظة التي أثارت الضجة كانت إلغاء ركلة الترجيح التي سددها النجم الأرجنتيني جوليان ألفاريز لأتلتيكو مدريد.
الحكم برر قراره بأن ألفاريز لمس الكرة بقدميه الاثنتين أثناء التنفيذ، وهو ما اعتبره البعض قراراً عادلاً، بينما رآه آخرون مثيراً للشكوك.
دخل خبير تحرير الفيديو أليكس سولير على خط الأزمة، حاملاً معه مفاجأة غير متوقعة. وبعد تحليل دقيق للقطات المباراة، لاحظ سولير تفاصيل غريبة أثارت تساؤلات حول مصداقية الفيديو الذي اعتمده اليويفا لتبرير القرار.
وفقاً لتحليله المنشور في صحيفة “الديسمارك”، فإن الظلال التي كانت تظهر على العشب أثناء اقتراب ألفاريز من الكرة اختفت بشكل مفاجئ قبل اللمسة الأولى للكرة.
وقال سولير: “عندما يقترب اللاعب، تظهر ظلال واضحة على العشب، لكنها تغيب تماماً عن الكرة، وهذا أمر غير منطقي ويفتح الباب أمام الشكوك”.
لم يكتفِ الخبير التقني بملاحظة الظلال، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، مشيراً إلى أن هذه التناقضات قد تكون دليلاً على تدخل تقني لتعديل اللقطات.
هذا الادعاء أعاد فتح ملف الجدل حول قرار إلغاء ركلة ألفاريز، خاصة أن مباريات بهذا الحجم تحظى بمتابعة ملايين المشجعين الذين يتوقعون شفافية مطلقة.
فهل سعى اليويفا إلى توجيه المباراة لصالح ريال مدريد، أم أن الأمر مجرد خطأ تقني غير مقصود؟