يواصل نادي برشلونة سعيه لتعزيز صفوفه في سوق الانتقالات، لكن قراراته تواجه تحديات داخلية وخارجية.
في الوقت الذي يستعد فيه الفريق لمواجهة ليغانيس في الدوري الإسباني الليلة، بهدف الحفاظ على صدارة الترتيب، يبرز جدل جديد حول صفقة محتملة قد تغير وجه الفريق: رافائيل لياو، نجم ميلان المتألق.
لكن، يبدو أن هذا الخيار لاقى معارضة قوية من لاعبي الفريق الأول، الذين يرون فيه “نسخة ثانية من نيمار”، محذرين من تداعيات قد تهز استقرار النادي.
برشلونة في قلب المنافسة
يعيش برشلونة فترة مميزة هذا الموسم.
انتصاره الساحق على بوروسيا دورتموند بنتيجة 4-0 في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا وضعه على أعتاب نصف النهائي، مما عزز آمال الجماهير في موسم استثنائي.
وفي الدوري الإسباني، يتصدر الفريق الترتيب ويأمل في مواصلة انتصاراته أمام ليغانيس.
لكن، خلف الكواليس، تدور مناقشات حامية حول استراتيجية النادي في سوق الانتقالات، وتحديدًا حول التعاقد مع رافائيل لياو.
لماذا يعارض اللاعبون ضم لياو؟
وفقًا لتقارير صحيفة “إل ناسيونال” الإسبانية، تلقى خوان لابورتا، رئيس برشلونة، تحذيرًا صريحًا من عدد من لاعبي الفريق الأول، الذين أوصوا بعدم إتمام صفقة ضم لياو.
السبب؟ مخاوفهم من أن يصبح النجم البرتغالي مصدر إزعاج داخل غرفة الملابس، مشابهًا لما حدث مع نيمار خلال فترته مع النادي.
اللاعبون يرون أن لياو، رغم موهبته الاستثنائية، قد يجلب معه مشاكل خارج الملعب تشبه تلك التي عاشها النادي مع النجم البرازيلي.
لياو، بسرعته الخارقة، مهاراته الفنية، وقدرته على حسم المباريات، يُعد أحد أبرز نجوم الكرة الأوروبية.
لكنه لم يسلم من الانتقادات المتعلقة بسلوكه وأسلوب حياته.
يخشى اللاعبون أن يؤثر تركيزه على الجوانب الإعلامية ونمط حياته على انسجام الفريق، خاصة في وقت يحتاج فيه برشلونة إلى الاستقرار للمنافسة على الألقاب.
شبح نيمار يطارد برشلونة
المقارنة بين لياو ونيمار ليست مجرد تكهنات.
عندما انضم نيمار إلى برشلونة في 2013، كان يُنظر إليه كموهبة عالمية ستغير قواعد اللعبة.
لكنه، رغم تألقه على أرض الملعب، أثار جدلاً كبيرًا بسبب تصرفاته خارج الملعب، علاقاته المتوترة مع بعض زملائه، وانتقاله المثير للجدل إلى باريس سان جيرمان في 2017 مقابل 222 مليون يورو.
هذا التاريخ يجعل لاعبي برشلونة يتخوفون من تكرار السيناريو مع لياو.
اللاعبون يرون أن لياو قد يفتقر إلى الانضباط والالتزام في اللحظات الحاسمة، وهي صفات ضرورية لفريق يسعى لبناء هوية قوية تحت قيادة المدرب هانزي فليك.
كما أن ظهوره الإعلامي المتكرر واهتمامه بالجوانب غير الرياضية قد يصرف انتباه الفريق في وقت يحتاج فيه إلى التركيز الكامل.
تحدي لابورتا وديكو
يواجه لابورتا ومدير الكرة ديكو معضلة حقيقية.
من ناحية، لياو يمتلك كل المقومات ليكون إضافة نوعية للفريق، خاصة في ظل الحاجة إلى تعزيز الخط الهجومي.
من ناحية أخرى، المخاوف التي أثارها اللاعبون لا يمكن تجاهلها، خاصة في ظل التجارب السابقة مع لاعبين مثل نيمار.
القرار النهائي سيتطلب تقييمًا دقيقًا للمخاطر مقابل الفوائد.
برشلونة، الذي يعاني من قيود مالية صارمة بسبب قوانين اللعب المالي النظيف في الدوري الإسباني، قد يفضل البحث عن بدائل أقل مخاطرة.
لاعبون مثل نيكو ويليامز، الذي سبق أن ارتبط اسمه بالنادي، قد يكونون خيارات أكثر أمانًا من الناحية المالية والاجتماعية داخل الفريق.
الخلاصة: الاستقرار أم الموهبة؟
برشلونة يقف اليوم أمام خيار صعب: هل يراهن على موهبة لياو الاستثنائية ويتجاهل تحذيرات لاعبيه، أم يختار الحفاظ على استقرار غرفة الملابس والبحث عن بديل أقل إثارة للجدل؟
مع اقتراب فترة الانتقالات الصيفية، ستكون الأسابيع القادمة حاسمة في تحديد مسار النادي.
لكن رسالة اللاعبين واضحة: “لا نريد نيمار آخر”.
الآن، الكرة في ملعب لابورتا.
“لا نريد نيمار آخر” – رسالة واضحة من غرفة ملابس برشلونة.