كشف نجيب محفوظ بعد مرور43 عامًا في ذكرى عيد ميلاده عن سر عزوفه عن الزواج، وذلك من خلال حديث له مع مجلة “صباح الخير”، مشيرًا إلى أنه أخفي الأمر حفاظًا على حياته الخاصة.
وبدأ الكاتب الكبير نجيب محفوظ حديثه للمجلة التي نقل عنها موقع “المدى العراقي” بمقولته “الحب يسعد لا يشقي.. ولكن لم أسعد بحبي»، حيث تحدث بصدر رحب عن فشل كافة علاقاته العاطفية بداية من بنت الجيران في حي العباسية، وهي العقدة التي طالت الكثيرات من بعدها حتى ظل وحيدًا دون شريكة.
وأشارت المجلة إلى أن محفوظ كان ولع الذهاب إلى الإسكندرية كلما شعر بعذاب الحب فهو المكان الذي يهدئ من فوره عواطفه، حيث قال للمجلة :”اهرب إلى الإسكندرية.. وفي كل مرة يصطدم حبي بصخرة الواقع”.
ووجهت محررة المجلة سؤال له بخصوص أي حقيقة وواقع يمنع نجيب محفوظ من الزواج بحبيبته مرة تلو الأخرى، فأجابها الكاتب الكبير:”دي حكاية طويلة.. طويلة.. شوفي يا ستي.. البيت زمان كانت له جنينة فيها شجرة جوافة واحدة.. وكام شجرة ورد.. وتكعيبة عنب أسود، وأهم من كل ده شجيرات شيح زرعتها أمي لتعالجنا بها ونحن أطفال”.
وتابع نجيب محفوظ حديثه محاولا الهروب من سؤال المحررة الي دائما ما كانت تقاطعه لتكرر عليه سؤال “لماذا لم تتزوج واحدة ممن أحببتهن؟”، فأجاب :” لإن أبي يا ستي مات وفات والدتي، وأخدت أرملة أم الصغيرين في حاجة إلى تربية، وكانت ماهيتي يا دوب، وكنت رجلهم الوحيد، وقد تزوج أخواي الأكبر مني منذ سنوات وانشغلا بأسرتيهما”.
وأضاف:” كنت خاطب قبل موت أبي، خاطب حبيبتي الأولى، فذهبت إليها وأفهمتها الظروف و.. و.. وافترقنا، وظلت تلك الظروف قائمة حتى سرقني الزمن وفاتني سن الزواج .. أما الآن زالت الأسباب، ولكن سن المرونة في أخلاقي فات.. زال هو الآخر”.
وأوضح نجيب محفوظ أسباب عزوفه عن الزواج رغم بلوغ سنه وقتها 45 عامًا بأن الزواج عبارة عن توافق وتوازن وشركة، متابعًا:”أعني أن الرجل يقابل المرأة في منتصف الطريق، يعني بيتنازل لها عن أشياء وتتنازل له عن أشياء، أما أنا فقد كبرت الآن واعتدت على العزوبية، وأرفض أن أغير شيئًا من عاداتي وطباعي، لكني أرفض أيضًا أن أعذب تلك التي سترتبط بي بإرغامها على نظام حياتي أنا، دون أن تكون لها كلمة واحدة أو رأي واحد فيها”.
ولكن المثير للانتباه هو زواج الكاتب الكبير قبل عامين من السيدة عطية الله إبراهيم وهو ما أخفاه عن والدته وأصدقائه وأقربائه لـ 10 سنوات، وهي الفترة التي أنجب فيها ابنتيه أم كلثوم وفاطمة،ن وفقًا لما نشره موقع إيلاف.
ووفق المنشور تزوج «محفوظ» في سن 43 عامًا وفضل إخفاء خبر زواجه للحفاظ على حياته الخاصة، وهو ما انكشف بعد أن تشاجرت إحدى بنتيه مع زميلة لها في المدرسة، لتصل المعلومة إلى صلاح جاهين من خلال والد الفتاة، ومنه اتسعت دائرة المعرفة بحقيقة الأمر.