ديربي القاهرة، مباراة القمة الكلاسيكو، المباراة الأقوى في الدوري أو الكاس، كلها مسميات تؤدي لمواجهة واحدة، مباراة الأهلي والزمالك التي تعد رمزًا للرياضة المصرية، انبعثت مع نشأة الكرة منذ أوائل القرن الماضي، بين الفريقين الأكثر تتويجًا بالبطولات المحلية، وكذلك على المستوى الأفريقي، فالشياطين الحمر توج ببطولة الدوري 40 مرة، والزمالك 12 مرة.
كر وفر، هذا هو الحال دائمًا بين الفريقين، فنادرًا ما تجد فريق منهم يحقق بطولة، إلا والفريق الآخر يلاحقه في مركز الوصافة، ذلك مع يحدث في الموسم الحالي من الدوري الممتاز، أو العكس، الذي اعتبره الكثيرين أمتع النسخ في الآونة الأخيرة، حيث أن الزمالك يحتل المركز الأول، فيما يأتي الأهلي في الوصافة بالتشارك مع بيراميدز، الظاهرة الحديثة بالكرة المصرية.
وبدأت حالة المنافسة الاعتيادية من الفريقين في بداية الموسم، حيث بدأ الزمالك بقوة مدعومًا بصفقات جديدة أبرزها التونسيين فرجاني ساسي وحمدي النقاز، وبدأ منافسات الدوري بطريقة رائعة وضعته على القمة بفارق كبير عن بيراميدز ملاحقه، فيما لم يلعب الأهلي إلا مباريات معدودة في الدوري نظرًا لانشغاله بالبطولة الإفريقية.
وظهر الأهلي في تلك المباريات بشكل باهت، منها الخسارة أمام الاتحاد السكندري برباعية على سبيل المثال، نبأت ببداية انهيار المارد الأحمر على كافة الأصعدة، حيث خسر الأهلي أمام الترجي التونسي في نهائي دوري أبطال أفريقيا، بعدما كان متفوقًا في مباراة الذهاب بثلاثة أهداف لهدف، وخرج من البطولة العربية أمام الوصل الإماراتي، ثم عاد في الدوري ليتعثر بالهزائم والتعادلات، كل ذلك والفارس الأبيض يشق طريقه نحو اللقب الثالث عشر بثبات، في بطولة بدت بدون منافسة حقيقة.
وفي يناير الماضي، أبرم الأهلي العديد من الصفقات القوية في الانتقالات الشتوية، منها حسين الشحات ورمضان صبحي والأنجولي جيرالدو، على سبيل المثال لا الحصر، قاموا بتغيير موسم المارد الأحمر إلى النقيض تمامًا، حيث فاز الفريق الأحمر في آخر 7 مواجهات في الدوري، ويتصدر مجموعته في النسخة الجديدة من دوري أبطال أفريقيا.
ومن الناحية الأخرى من المنافسة، بدأ الانهيار الزملكاوي مع الانتقالات الشتوية، حيث كانت الهزيمة والتعادل حصيلة أول مبارتين بالكونفدرالية الإفريقية، كما تعادل مرتين في آخر 5 مواجهات في الدوري، مما قلص الفارق مع الأهلي المتقدم بقوة، حيث يكون الفارق 7 نقاط، مع مباراة أقل لحامل لقب الموسم الماضي، كما أن هناك موجهتين بين قطبي الكرة المصرية بـ6 نقاط، مما يضع لقب الدوري في أرض الميدان مرة أخرى.
ويمكن وصف ما يحدث بين القطبين بالأرجوحة المتحركة، كل فريق على طرف، حيث ارتفع الزمالك في بداية الموسم مع هبوط في مستوى الفريق الأحمر، وارتفع مستوى الأهلي من بعد الانتقالات مع انهيار القلعة البيضاء، فهل يستمر الوضع ويحقق المارد الأحمر عودة تاريخية ويحسم اللقب؟ أم يكون للمتصدر رأي آخر؟