مباراة برشلونة ضد بوروسيا دورتموند في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لم تكن مجرد بوابة للتأهل إلى نصف النهائي، بل كشفت عن توترات خفية داخل غرفة ملابس الفريق الكتالوني.
في قلب هذه التوترات، برز فرينكي دي يونغ، نجم خط الوسط، الذي أثار الجدل بموقفه الحاسم ضد زميله جافي.
وفقًا لتقارير، عبر دي يونغ عن عدم ارتياحه للعب إلى جانب جافي في خط الوسط، مفضلاً التناغم مع بيدري.
فما الذي أدى إلى هذا الانقسام؟
وهل يواجه برشلونة أزمة في قلب الفريق؟
وفقًا لصحيفة “إل ناسيونال” الإسبانية، أظهرت مباراة دورتموند بوضوح الفجوة بين أسلوبي دي يونغ وجافي في خط الوسط.
بينما قدم دي يونغ أداءً مميزًا يعكس سرعته ودقته في التمرير، كان التناغم مع جافي شبه غائب.
هذه ليست المرة الأولى التي تظهر فيها هذه المشكلة، حيث يعاني برشلونة من فقدان السلاسة كلما حل جافي محل بيدري في مركز الارتكاز.
دخول بيدري في الشوط الثاني غيّر ديناميكية الفريق، مما عزز الاعتقاد بأن الثنائي دي يونغ وبيدري هو الخيار الأمثل لتحقيق التوازن في خط الوسط.
مباراة دورتموند: نقطة تحول
في سيجنال إيدونا بارك، كان دي يونغ نجم المباراة في الشوط الأول، حيث تحكم في إيقاع اللعب وساهم في بناء الهجمات.
لكن ارتباطه بجافي كان محدودًا، مما أثر على انسيابية الفريق.
جافي، بأسلوبه القتالي والمليء بالطاقة، قدم أداءً جيدًا على المستوى الفردي، لكنه فشل في ملء الفراغ الذي يتركه بيدري.
مع دخول بيدري، تحولت الصورة: أصبحت تحركات برشلونة أكثر سلاسة، والتواصل بينه وبين دي يونغ أظهر تناغمًا واضحًا.
هذا التغيير أكد تفوق بيدري في فهم المساحات وتوقيتات اللعب، وهي الصفات التي يفتقر إليها جافي في مركز الارتكاز.
موقف دي يونغ: تفضيل واضح لبيدري
لم يكن موقف دي يونغ مجرد انطباع عابر، بل انعكس بوضوح على أرض الملعب.
وفقًا لمصادر مقربة من الجهاز الفني، أعرب دي يونغ عن إحباطه من صعوبة اللعب إلى جانب جافي في مركز الارتكاز.
يرى دي يونغ أن جافي، بطاقته العالية وأسلوبه الهجومي، يناسب أدوارًا أكثر تقدمًا، مثل الجناح أو لاعب وسط هجومي، بدلاً من تحمل مسؤوليات التحكم في إيقاع المباراة.
في المقابل، يتمتع بيدري بالهدوء والذكاء التكتيكي اللذين يتيحان لدي يونغ التألق بحرية أكبر.
هذا التفضيل أثار جدلاً داخل الفريق، خاصة أن جافي يُعتبر أحد أكثر اللاعبين التزامًا وشعبية بين الجماهير.
هانسي فليك واختيارات المستقبل
يواجه المدرب هانسي فليك تحديًا كبيرًا في إدارة هذا الوضع.
خلال التدريبات الأخيرة، ركز فليك على تحسين التوازن بين لاعبي خط الوسط، لكنه يبدو مقتنعًا بأن الثنائي دي يونغ وبيدري هو الأساس لتحقيق النجاح في المباريات الحاسمة.
مصادر من داخل النادي تشير إلى أن بيدري سيصبح الخيار الأول في المراحل القادمة، باستثناء حالات الإصابات أو الظروف الطارئة.
أما جافي، فقد يتم استغلال طاقته كبديل ديناميكي أو في أدوار هجومية، مما يعكس رؤية فليك للاستفادة من تنوع اللاعبين.
ردود الفعل والتأثير على الفريق
موقف دي يونغ أثار نقاشات واسعة بين عشاق برشلونة، خاصة على منصة إكس، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد لتفضيل بيدري كشريك مثالي لدي يونغ، وآخرين يدافعون عن جافي كرمز للروح القتالية.
رغم تقدير دي يونغ لجهود جافي، إلا أن التناغم الطبيعي مع بيدري يبدو غير قابل للتكرار مع أي لاعب آخر.
هذا الوضع يضع فليك أمام اختبار دقيق: كيف يحافظ على وحدة الفريق مع تلبية متطلبات النجاح في دوري الأبطال؟
