على الرغم من تأهل برشلونة إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بنتيجة إجمالية 5-3 أمام بوروسيا دورتموند، إلا أن الهزيمة 3-1 في مباراة الإياب كشفت عن ثغرات واضحة في الفريق.
المدرب هانسي فليك، الذي لم يُخفِ قلقه من أداء الجبهة اليسرى، اتخذ موقفًا حاسمًا بمطالبة رئيس النادي خوان لابورتا بالتعاقد فورًا مع ظهير أيسر متمرس.
فمن هو اللاعب المطلوب؟
ولماذا أصبح هذا المركز أولوية ملحة لبرشلونة؟
خسارة دورتموند: نقطة ضعف في الجبهة اليسرى:
كانت مباراة الإياب في سيجنال إيدونا بارك اختبارًا صعبًا لبرشلونة، الذي دخل اللقاء متقدمًا 4-2 من مباراة الذهاب.
رغم التأهل، كشفت الهزيمة عن هشاشة في مركز الظهير الأيسر، حيث تولى الشاب جيرارد مارتن المسؤولية في غياب أليخاندرو بالدي المصاب.
مارتن قدم أداءً لافتًا، لكنه لم يتمكن من سد الثغرات أمام هجوم دورتموند المتواصل.
هذا الأداء دفع فليك إلى التحرك سريعًا، مؤكدًا أن الفريق بحاجة إلى تعزيز فوري لهذا المركز لمواجهة التحديات المقبلة.
فليك يُحذر: لا مكان للثغرات في الفرق الكبرى:
في تصريحاته بعد المباراة، أشار فليك إلى أن مركز الظهير الأيسر يُعد نقطة ضعف رئيسية في الفريق، خاصة مع غياب بالدي واعتماد الفريق على لاعب شاب مثل مارتن.
وقال: “جيرارد قدم أداءً جيدًا، لكنه لا يزال بحاجة إلى الخبرة. لا يمكننا الاعتماد على لاعب واحد في موسم طويل ومليء بالضغوط.”
فليك، الذي يسعى لبناء فريق قادر على المنافسة على كل الألقاب، يدرك أن الفرق الكبرى لا تتحمل وجود ثغرات في مراكز حيوية، مما دفعه إلى مطالبة لابورتا وديكو بالتحرك سريعًا في سوق الانتقالات.
جيرارد مارتن: واعد لكن غير جاهز:
على الرغم من إشادة فليك بشخصية جيرارد مارتن وقدراته الدفاعية، إلا أن افتقاد الشاب للخبرة ظهر جليًا في مواجهة دورتموند.
مارتن، الذي أظهر نضجًا لافتًا في ظروف صعبة، يُعتبر جزءًا من المشروع المستقبلي لبرشلونة، لكنه ليس الحل الدائم لمركز الظهير الأيسر.
فليك يرى أن مارتن يمكن أن يلعب دورًا ثانويًا في الفريق، مع إتاحة الفرصة له لاكتساب المزيد من الخبرة تحت قيادة ظهير متمرس.
خطة فليك: ظهير بمواصفات عالمية:
طالب فليك بضم ظهير أيسر يمتلك خبرة أوروبية عالية، قادر على الاندماج فورًا في التشكيلة الأساسية وتقديم الإضافة الهجومية والدفاعية.
هذا الطلب يعكس رؤية المدرب الألماني في بناء فريق متوازن، خاصة مع اقتراب مواجهات حاسمة في الدوري الإسباني ودوري الأبطال.
القسم الفني في النادي، بقيادة ديكو، بدأ بدراسة عدة أسماء مرشحة لتلبية هذا الطلب، مع الأخذ في الاعتبار القيود المالية التي يواجهها النادي.
المرشحون للانضمام:
أندريه راتيو (رايو فاليكانو): يُعتبر راتيو الخيار الأكثر اقتصادية وواقعية لبرشلونة. الظهير الإسباني يتميز بمرونته التكتيكية، حيث يجيد اللعب في الجبهتين اليمنى واليسرى، وقدم أداءً مميزًا مع فريقه هذا الموسم. قيمته السوقية المعقولة تجعله هدفًا جذابًا للنادي الكتالوني.
ألفارو كاريراس (بنفيكا): كاريراس، الذي يُعد أحد المواهب الصاعدة في البرتغال، يقدم أداءً لافتًا مع بنفيكا، لكن صفقته تواجه عقبات. ارتفاع قيمته السوقية ورفض بنفيكا التفاوض بمبلغ منخفض يجعلان إتمام الصفقة صعبًا، خاصة في ظل الأزمة المالية لبرشلونة.
تحديات مالية وتوقعات المستقبل:
برشلونة يواجه تحديات مالية كبيرة قد تحد من قدرته على ضم لاعبين بقيمة سوقية مرتفعة مثل كاريراس.
ومع ذلك، فإن دعم لابورتا لفليك يُظهر التزام الإدارة بتلبية احتياجات المدرب لضمان المنافسة على الألقاب.
صفقة راتيو تبدو الأقرب للحدوث، لكن النادي قد يفكر أيضًا في خيارات أخرى مثل استعادة لاعبين معارين أو الاعتماد على أكاديمية “لا ماسيا” كحل مؤقت.
الهدف الرئيسي هو ضمان استقرار الجبهة اليسرى قبل انطلاق الموسم المقبل.
تأثير القرار على الفريق:
طلب فليك يعكس رؤيته الطموحة لبناء برشلونة قوي قادر على المنافسة في جميع البطولات.
تعزيز مركز الظهير الأيسر سيخفف الضغط على بالدي ومارتن، ويمنح الفريق توازنًا أكبر في المباريات الكبرى.
في الوقت نفسه، نجاح هذه الصفقة سيعتمد على قدرة لابورتا على إدارة الموارد المالية بحكمة.
مع اقتراب نصف نهائي دوري الأبطال، يأمل عشاق البارسا أن تكون هذه الخطوة بداية لعهد جديد من الاستقرار والنجاح.