فرصة ذهبية لمصر مع تغيير عدد من السفن العملاقة في العالم وجهتها من قناة بنما التي تمر بها 5% من حجم التجارة البحرية العالمية كل عام، إلى قناة السويس، وذلك جراء جفاف شديد أصاب القناة البنمية أجبرها لاتخاذ قرارات صعبة أزعجت العديد من الشركات بينها تقليل حجم غاطس السفن وتخفيض وزن البضائع بل وأيضًا دفع رسوم أعلى.. ماذا حدث في بنما؟ وهل تتمكن مصر من استغلال هذا التطور لزيادة عوائد قناة السويس؟
ذكرت تقارير الآونة الاخيرة أن سفن البضائع المتجهة من قارة آسيا صوب أمريكا تفكر بشكل جدي في أن تسلك طرقًا بديلة عن قناة بنما وبالتحديد أن تسلك طريق قناة السويس المصرية.
أيضًا يمكن لتلك الحاويات أن تستخدم موانئ جنوب كاليفورنيا، والتي قد تشمل تعبئة حاويات على متن مقطورات أو قطارات تتجه للمراكز السكانية في الساحل الشرقي والغرب الأوسط.. فماذا حدث؟
كشف كبير خبراء الأرصاد الجوية في إيفرستريم أناليتيكس “جون ديفيس” عن توقعات بهطول مطر أبكميات قليلة عن الاعتيادي على بنما في المستقبل القريب، متوقعًا انخفاض منسوب مياه بحيرة بنما، ما يؤثر بشدة على عمليات الشحن في القناة ومرور الحاويات والسفن الكبرى من خلالها.
وسيلزم ذلك على السفن الكبيرة تقليص جزء من غاطسها بالماء، بتخفيض حجم حمولاتها بداية من 24 مايو الجاري، على أن يعقب هذا تقليل آخر بداية من 29 من الشهر نفسه.
شركات كبيرة بمجال الشحن البحري فرضت رسومًا جديدة هي الأخرى على نقل البضائع عبر ممر قناة بنما، بداية من يونيو المقبل، على خلفية الشروط الجديدة للمرور التي أعلنتها إدارة قناة بنما بسبب الجفاف.
ورغم تلك التدابير الجديدة للقناة البنمية يمكن أن تؤدي لتأخر السلع المشحونة عبر بنما ورفع تكاليف نقلها وشحنها.
وتربط قناة بنما المحيطين الأطلسي والهادي، التي كانت تعاني انخفاضًا بإمدادات المياه، قبل توسيعها في العام 2016؛ لتسمح لحاويات ضخمة المرور عبرها.. لكنَ تلك الآونة بدأت في تنفيذ بروتوكول رسوم عبور جديد وتخفيض وزن السفن مع الجفاف الشديد.
سقوط المطر وصل أقل من 50% عن معدله الطبيعي خلال الفترة من فبراير إلى أبريل، وذلك قرب القناة والبحيرات التي تمدها بالمياه.
ويتوقع وصول منسوب المياه ببحيرة جاتون، الأكبر بين البحيرتين اللتاين تمدان القناة البنمية بالمياه، إلى أدنى منسوب مع قدوم شهر يوليو، مما يقلص الجزء الغاطس من السفن ويقلل كمية البضائع التي يمكن أن تحملها الحاويات.
وقد بدأت اعتبارًا من 24 مايو 2023، تنفيذ تقليل الجزء الغاطس من السفينة “نيو باناماكس”، أكبر السفن التي كانت تعبر ممر بنما المائي، إلى 44.5 قدم بعدما كانت 45 قدمًا، لكن رغم ذلك سينخفض طول الحد الغطس مجددًا إلى 44 قدمًا يوم 30 مايو الجاري.
أيضًا قد يستتبع ذلك تقليل حمولات سفن الحاويات بنسبة 40%. ومن الجدير ذكره أن طول الجزء الغاطس الطبيعي من السفينة يصل إلى 50 قدمًا، وفي فترات الجفاف 2019 و2016، تقلص لـ 43 قدمًا.
ختامًا.. أعلنت أربع شركات شحن عابرة للمحيطات قيودًا جديدة على وزن حاوياتها من البضائع، أو فرض رسوم بين 300 و500 دولار على الحاوية الواحدة، بداية من يونيو المقبل، بسبب إجراءات غدارة قناة بنما المائية كما يرجح أن تنحو العديد من الشركات الخاصة بالنقل البحري عبر المحيطات نحوها، مع وجود قيود جديدة خاصة بحجم الغاطس وتقليل الوزن.. فهل تتمكن هيئة قناة السويس المصرية كما يرشحها خبراء ملاحة عالميين أن تستقطب تلك الشركات؟