مع اقتراب شهر رمضان تتزايد معاناة السوريين يوما بعد يوم وتظهر عدم قدرتهم على توفير مكونات وجبة عادية في ظل ارتفاع الأسعار المبالغ فيها، بل وأصبحت اللحوم وكأنها حرام على محدودي الدخل.. ما القصة ؟
أوضاع اقتصادية متدهورة رفعت من معاناة ذوي الدخل المحدود والطبقة الوسطى معا، فأصبحوا يقتصدون حاجاتهم الغذائية ولا يشترون منها إلا الضروريات، لعجزهم عن مواجهة الأزمات المعيشية التي لم تشهدها البلاد من قبل.. فما هي البدائل التي لجأوا إليها؟
تفوق قدرات العائلات
وجبة إفطار بسيطة صارت تفوق قدرة عائلات سورية كثيرة مع ندرة المواد النفطية، وانقطاع الكهرباء، وارتفاع سعر ربطة الخبز، وتقليص كميتها وحجمها، وبقاء أسعار السلع والمواد الغذائية مرتفعة لا تناسب جيوب المواطنين.
مسئول في وزارة التموين أرجع أسباب الغلاء وخاصة الدجاج واللحوم إلى ارتفاع أسعار الأعلاف وتكاليف تشغيل المداجن وخروج عدد كبير من صغار المنتجين، ما أدى لزيادة الطلب وقلة العرض وغلاء الأسعار.
الأسعار مازالت مرتفعة
وفي ظل غياب صنوف المأكولات عن سفرة رمضان خاصة التي تعتمد على اللحوم في طبخها، بحثت ربات البيوت من ذوي الدخل المتدني عن البدائل لإدخالها في وجباتهم بشكل مبكر.
خبراء اقتصاد قالوا إن الإجراءات القانونية الصارمة التي اتخذتها الحكومة السورية لضبط الأسعار لم تخفّض نسبة ارتفاع الأسعار التي زادت بنسبة مخيفة.
العائلة السورية أصبحت تحتاج لمليون ليرة لتغطية لتغطية نفقة مائدتها خلال شهر رمضان فقط.أسعار المواد الغذائية ككل تشهد ارتفاعاً ملحوظاً مع قدوم شهر رمضان، لكن هذه السنة الغلاء سبق قدوم الأيام المباركة.
بديل اللحوم
إحدى السيدات استغنت عن شراء اللحمة لعائلتها واستبدلتها بمنتجات نباتية مصنعة من شركات داخلية سعرها وصل حوالي دولارين على الأقل.
المنتج البديل يكفيها لثلاثة طبخات وهي تحشو بها الكبة، وطعمها كاللحم، وهي متوفرة بالشكلين الناعم والخشن، وتسميها “لحم المحتاجين”.
بناتها المتزوجات يزرونها كل رمضان والمائدة لا تحلو دون الكبة والصفيحة والسمبوسة وكلها طبخات تعتمد على اللحم في طبخها، ولكن شراء لحم الخروف لإدخاله في تلك الطبخات يلزم طيلة شهر رمضان حوالي خمسة عشر كيلو جراما بحوالي مائتي دولار وهذا هو سعر اللحمة فقط، غير المكونات الأخرى.
الاستغناء على اللحوم
سيدة سورية أخرى تعول سبعة من الصغار تقول إن وجبة الدجاج الواحدة ستكلفها خمسة عشر دولار مما اضطرها الاستغناء عن شرائها هذا العام، دون إحضار البديل.
سيدة أخرى عبرت عن امتعاضها لتحليق الأسعار الغذائية وضاقت بها المعيشة بعد حرمان مائدتها من الكبة الحلبية ملك السفرة في حلب لتكلفتها الباهظة بعد أن ارتفع سعر كيلو لحم الخروف إلى سبعة عشر دولارا.
تكلفة عالية
أصبحت تكلفة وجبة الكبة لعائلة من سبعة أفراد مع صحن فتوش توازي ثلاثين دولارا، الكبة باتت حلم للسفرة السورية.
إلى جانب الوضع الاقتصادي المتردي، يظل استغلال التجار حاجة الناس ولجوئهم إلى رفع أسعارها عامل قوي في تدني القوى الشرائية وركود الأسواق وضعف حركة النشاط التجاري .