شهبندر تجار مصر الذي لا يختلف على شطارته اثنين، ويكفي انه بني إمبراطورية كاملة ب30 قرش، لكن ياتري ما المنظر الذي رآه وجعله يقول عن نفسه أنه لا يستحق الأكل أو الرب؟ تابعونا لمعرفة التفاصيل:
اتولد في واحدة من قرى المنوفية لأسرة على قد الحال وكل تعليمه كان في كتاب القرية، بس من صغره و دماغه شغالة في التجارة لدرجة انه في عمر ال5 سنين، كان بيحوش مصروفه لغاية مايجمع 30 قرش يديهم لأخوه اللي شغال في القاهرة عشان يشتري بيهم بلالين ولعب للعيد.
وبعدين محمود ياخدهم يبيعهم لأصحابه في العيد َويكسب الفارق لصالحه، وفضل على الحال ده لغاية ما تم ال10 سنين، وهنا بقى بدأت رحلته في القاهرة:
ساعتها محمود سافر عشان يشتغل في مصنع عطور، والشغلانة كانت بسيطة خالص، لأن كل مهمته كانت قفل زجاجات العطور.
ورغم كده مرتحش في الشغلانة دي وهوايته القديمة رجعتله تاني، عشان كده طلب من أخوه يشوفله شغلانه يتعلم فيها يتعمل فيها مع الناس بالبيع والشراء.
ومن هنا بدأت حكايته مع محل عم رزق، وده كان محل قطاعي لبيع الأدوات المدرسية والخردوات:.
قعد شغال فيه لمدة 7 سنين، وقدر فيهم يزود مبيعات بسبب طريقة تعامله اللي حببت الزباين فيه، وبقى مشهور اكتر من صاحب المحل نفسه.
لكن الحاج محمود العربي مكتفاش بالشغل مع عم رزق، وقرر يشتغل في محل االجملة اللي كان بيورد بضاعة لمحل عم رزق ، والمرة دي قعد في محل جملة 17 سنة عرف فيهم قوانين التجارة على أصولها.
ولتاني مرة ينجح الحاج محمود العربي انه يكسب ثقة صاحب المحل، وده اللي شجعه وهو وصاحبه عشان يفتحوا محل خلص بيهم يشتغلوا لحسابهم، بس المشكلة كانت في الفلوس.
وعشان كده اختاروا شريك تالت داخل معاهم برأس المال وهم بالمجهود، وفتح محل خردوات وأدوات مكتبية في الموسكي وسماه العربي.
والمفاحأة بقى ان صاحبه تعب بعدها فترة وباقي الشركاء اقترحوا على الحاج محمود يطلعوه من المحل، لكن هو أصر يفضل معاهم في المشروع، وفضل يديله نصيبه من الأرباح.
وعشان يكبر في السوق بسرعة، الحاج محمود العربي رفع شعار “بيع كتير بسعر قليل” وفعلا المحل كبر والحاج محمود جاب إخواته يشتغلوا معاه والمحل الواحد بقى اتنين وتلاتة.
لكن دوام الحال من المحال، وفي الستينات: الحكومة بدأت تصرف الكراسات والأدوات المكتبية للطلبة في المدارس، وطبعا حركة البيع والشراء وقفت في المحلات، يسكت الحاج محمود العربي؟
طبعا لأ، وبسرعة دور على سلعة تانية يتاجر فيها، عشان كده بدأ يستورد التلفزيونات والراديو من ليبيا، ودي كانت بوابة دخوله لعالم الأجهزة الكهربية، ومن اهم الماركات اللي كان شغال فيها هي ماركة توشيبا، وده اللي فتحله أبواب الخير كله، بس إزاي؟
الحاج محمود العربي حقق مبيعات خيالية لمنتجات توشيبا، وعشان كده اختاروه وكيل ليهم في مصر، وكمان جتله الفرصة عشان يسافر اليابان ويشوف المصانع بنفسه وكانت المفاجأة:
الحاح محمود العربي مصدقش عينه لما شاف خطوط الإنتاج والمكن اللي شغال، وقال في نفسه إنه ميستحقش الأكل ولا الشرب، وسأل نفسه إيه الإنجاز اللي بعمله لما ابيع واشتري شوية بضاعة، وليه مصر معندهاش مصانع زي توشيبا؟
ومن بعد السؤال ده بدأت رحلة الحاج محمود العربي للتفاوض مع توشيبا العالمية لإنشاء مصانع تبعها في مصر، وفعلا في 1982 أنشأوا المجمع الصناعي للشركة في بنها.
ومن ساعتها وأي حد في مصر يسمع اسم محمود العربي علطول يفكر في توشيا وشعارها المعروف: العربى صناع الثقة، لكن رغم كده الحاج محمود العربي مبيحبش لقب رجل أعمال وشايف نفسه تاجر، وخصوصا ان التجارة مهنة الأنبياء زي ماقال
وعلى مدار السنين نجحت الشركة في بيع حوالي 400 منتج في 22 دولة، وفي 2021 جت لحظة رحيل الحاج محمود العربي عن الحياة بعد ماساب وراه إمبراطورية ضخمة، فهل تفتكروا مجموعة العربي عاملنا طريقها بعد رحيله؟