تتخيلوا ما الذي فعله البنك المركزي لكي يقضي على أزمة السوق السوداء والتي شغلت الحكومة المصرية لسنين طويلة، بالطبع ليس بالسحر والشعوذة، ولا كان كابوس وصحينا فجأة وجدناه انتهى، فماذا حدث!
خليكوا معانا في حلقتنا النهاردة وانتوا تعرفوا كل كواليس خطة البنك المركزي اللي قضى بيها على السوق الموازية بشكل نهائي:
زي ما الأزمات بتبين معادن الناس وبيظهر فيها الناس الوحشة اللي أول حاجة ممكن يفكروا فيها هي إنهم ينطوا من المركب لو شكوا بس إنها بتغرق زي ما بردو بيظهر معادن الناس الأصيلة اللي بتدعم وتساند عشان المركب تمشي من تاني.
ومعروف إن مصر قوية بولادها الجدعان اللي مش بيسبوها في وقت الشدة وعشان كدة في أزمة الدولار الأخيرة ظهرت تجار الأزمات واللي أكلوا قوت الغلابة ومكنش هاممهم غير إنهم يحققوا مكاسب غير مشروعة من ورا أزمة ارتفاع الدولار وكتير منهم اشتروا دولارات كتير جدا على أمل إن الدولار يزيد سعره ويوصل لـ 40 جنيه.
لكن على مين مصر فيها قيادات حكيمة قدرت تسيطر على السوق وترجعه لحالته المستقرة من تاني وأولهم، محافظ البنك المركزي حسن عبد الله اللي قدر يقلب الترابيزة في وش كل تجار السوق السوداء.
ياترى عمل كده إزاي؟
الحكاية إنه لما البنك المركزي نجح في ضرب السوق السودا للدولار في مقتل بعد قراره الجريء وهو تحريك سعر صرف الدولار في السوق الرسمية، وده خلى تجار العملة يتصابوا بالشلل والخرس ومكنوش عارفين يودوا فلوسهم فين وحاولوا يبيعوها على مواقع كتير للسوشيال ميديا بسعر أقل بس كان نأبهم على شونا.
و اتسبب التحريك الأخير لسعر صرف الدولار في السوق الرسمية، بحالة ارتباك في السوق الموازية، خاصة مع تضييق الفجوة السعرية بين سعر صرف الدولار في السوقين الرسمية والموازية.
ومش بس كده ده كمان البنك المركزي كان بيتحرك بقوة وشغال ليل نهار في ملف ضبط سوق الصرف، وأعلن قائمة طويلة من الإجراءات اللي بتضمن خفض سعر العملة مقابل الدولار الأميركي وده يعتبر كان أهم الحلول اللي ساعدت الدولة في ضرب السوق السودا للعملة والقضاء عليها.
وفعلا نجحت الخطة بعد وضع الجنيه في السعر المرن ليه يعني كان بيتحدد حسب العرض والطلب عليه وبقي سعر الدولار زي زي السوق السودا وبكده خسر التجار ملاينهم.
وتقريبا حركت البيع والشرا في السوق السودا وقفت بشكل كامل عن العمل بعد انهيار الطلب على الدولار من القطاع الخاص، وده بسبب الإفراجات المتتالية اللي قامت بيها الحكومة والبنوك خلال الفترة الماضية والتي تجاوزت 6.8 مليار دولار، والمتواكبة مع ارتفاع صافي الاحتياطي النقدي بمقدار 470 مليون دولار خلال شهر ديسمبر الماضي.
والضربة التانية والأهم لتجار الأزمات كانت طرح البنك الأهلي وبنك مصر شهادات بعائد سنوي غير مسبوق (25%)، واللي جذبت كل السيولة اللي في السوق وده قلل المضاربات على الدولار وده لأن الناس بدأت تخاف وتقلق إنها تشتري دولارات تسخر فيها بعد كده وكان الحل الأممن ليهم هو الشهادات.
ودا خلى كل اللي اشترى دولار من السوق السودا عشان يضارب بيه إنه يتخلص منه بسرعه بعد تحقيق خساير لتجار السوق الموازية ونزل سعر الدولار في السوق السودا 10 جنيه مرة واحدة.
ودي كانت صدمة لكل التجار ومن يومها عصر السوق السودا انتهى وبقى من الماضي وعرف التجار والمصريين كمان إن مصر فيها حكومة واعية و بنك مركزي محترف عدى كل العواصف وضرب كل التحديات ورجع الاستقرار لكل الأسواق.
وعشان كده خبراء الاقتصاد أكدوا إن مستقبل الجنيه في 2023 هيكون أفضل بكتير من كل اللي فات خاصة بعد ما قدر البنك المركزي يسيطر على سوق الصرف.
دلوقتي قولولنا رأيكم في اللي عمله البنك المركزي في تجار السوق السوداء؟