ماذا فعل ذلك المزارع السوري ليستخرج ذلك الربح من مصادره الغريبة؟ وما سر العمل الخيري الذي تحول فجأة إلى مصدر وفير للمال والأرباح التي لم تكن تخطر على بال بشر؟ وكيف سيطر على الأرض ليخرج من جوفها أسرار الربح الوفير؟
فكرة بسيطة ابتكرها أحد السوريين ضمنت له تحولا شاملا في حياته، حتى أصبح أهالي درعا يتحدثون عن قصته وبدايته في جني الأرباح التي لم تحققها أكبر الشركات لسبب غريب حيث لم يكن ينتوي الرجل في بداياته الحصول على ذلك الربح، بينما تحولت حياته على نحو مفاجئ حينما اتخذ قرارا كان بالنسبة له قرارا تاريخيا ليعيش حياة أصحاب المال والأعمال، ويحقق في ذات الوقت حلمه القديم بالتخلص من مخلفات الإنتاج الزراعي.
توصل إلى سر الأرض
إنه المواطن السوري حسان خليفة الذي جذبه الولع بالزراعة إلى التفكير في وسيلة للحصول على بيئة ملائمة للعيش في المجتمعات الزراعية بطريقة آمنة تضمن التخلص من مخلفات الإنتاج وفي نفس الوقت تحويل تلك المخلفات إلى وسيلة للتسميد والحصول على مواد آمنة لتغذية النباتات، والتربة وتعويض الفقد الناتج عن تكرار الزراعة..
10 فوائد لاختراع واحد
تتزايد أهمية الاختراع الذي توصل إليه المزارع السوري حسان خليفة بتتبع مزايا السماد العضوي الذي يضمن إمداد الأرض بالبوتاسيوم والفسفور والنيتروجين فضلا عن وضع حل نهائي لأزمات النمو التي يتعرض لها النبات ووضع حلول نهائية لحالة التربة التي لا يتم تسميدها بأنواع طبيعية من السماد وأبرزها أزمة الرطوبة مع ضمان تهويتها جيدا وتوفير الكائنات الحية الدقيقة التي تضمن حالة من التوازن البيئي في التربة وتوفير كل العناصر الضامنة لمستويات عالية من خصوبة التربة بل والتخلص من المواد الضارة.
مفاجأة غير متوقعة تغير دفة المشروع
بدأت فكرة اختراع السماد العضوي الجديد لدى السوري حسان خليفة بالتركيز على الجوانب البيئة والنظافة وبدأ بالفعل مساعدة المزارعين في منطقة درعا بإمدادهم باحتياجات أراضيهم من الأسمدة لكن المزارع.
السوري فوجئ بما لم يكن يتوقعه حيث زاد الطلب على ذلك السماد بشكل كبير بعد أن علم المزارعون السوريون بفوائده الكبيرة للتربة وقدرته على الوصول بمعدلات الإنتاج إلى مستويات عالية مع الابتعاد في الوقت نفسه عن الأضرار المرتبطة بالاعتماد الدائم على الأسمدة الكيميائية.. بعد أن ضاعف حسان تربية أعداد كبيرة من الحشرات الزاخفة.
وبالفعل بدأ تربية نوعين منها وهي «تايغر» و«ريد ويغلر» وساعدته تلك الكائنات التي رباها بالملايين في إنتاج ما يريد ويحزن الملايين منها تحت الأرض لتكون وسيلة تدر له أرباحا بالملايين .
أرباح طائلة وتكاليف بسيطة
زيادة الطلب على إنتاج المزارع السوري حسان خليفة من الانتاج الجديد دفعه إلى تحويل مشروعه البسيط من عمل خيري إلى مشروع ربحي.
وصلت معدلات إنتاجه إلى آلاف الأطنان من السماد العضوي الطبيعي، الذي يدر عليه أرباحا تصل إلى خمسة عشر مليون ليرة شهريا ..ورغم أن مشروع حسان توقف عام ألفين وأحد عشر إلا أنه أعاد تنفيذه من جديد بعد أن أثمرت نتائجه الربح المادي له وربحا مماثلا للفلاحين السوريين الذين وفروا بالطبع مبالغ مالية كبيرة كان مقررا عليهم شراؤها لتسميد أراضيهم..فضلا عن أن تكاليف المشروع ليست باهظة!!!!
فهل ترى عزيزي المشاهد أن مثل تلك الأفكار قابلة لنشرها عربيا وتحويل بعض المناطق الأصلح للزراعة إلى سلال للغذاء تضمن وفرة محلية بالمحاصيل لشعوب المنطقة كافة؟