ساعات معدودة بتفصلنا عن اجتماع صندوق النقد الدولي بتاريخ 16 ديسمبر لكي نحصل على الموافقة النهائية على قرض ال 3 مليار دولار، والمتوقع إن بعدها بأيام نستلم الشريحة الأولى منه بقيمة 750 مليون دولار.
َوهنا يظهر السؤال الذي يشغل بال الكل: هل فعلا التعويم الكامل للجنيه من شروط الموافقة؟ طيب إيه مصير الأسعار سواء كان دهب ولا جنيه ولا سلع عادية؟
اغلب التوقعات دلوقتي بتأكد ان تخفيض قيمة الجنيه هيحصل هيحصل، والفكرة كلها قيمة التخفيض هتبقى كام. وعشان كده لازم نبص لقدام ونطمن على مستقبل 3 حاجات الجنيه والدولار والسلع، وخلينا نبدأ بالجنيه
في توقعات ان الدولار هيبقى ب26 أو 28 أو 30 جنيه على اسوأ الأحوال، وانا هنا بكلمك عن تحليلات مؤسسات دولية وخبراء مش سوق سودا هدفهم اصلا المضاربة على الدولار عشان يحققوا أكبر مكسب.
وانا عارفة انك دلوقتي بتقول لنفسك ده كلام فاضي، الدولار في السوق السودا معدى ال30 من بدري، عندك حق، بس اللي بيحصل سببه ان البنوك مانعة الاستيراد يعني قافلة على الدولار.
وبسبب كده، الناس بتتسابق عشان تشتريه من برة، منهم تجار عاوزين يجيبوا بضاعة، ومنهم ناس زيي وزيك خايفين على القرشين اللي معاهم وعاوزين يحفظوا قيمتهم.
عشان كده لما المركزي يقلل دعم الجنيه ويسمح بصرف الدولار لأي حد عاوزه وبالمعقول برضه، هتلاقي إن الطلب في السوق السودا قل وسعر الدولار البنوك هيبتدي ينزل لغاية مانوصل متقازب بين البنوك وتجار العملة.
ولو ده حصل التجار المفروض ينزلوا سعر الدهب مش بيقولوا ارتفاع الدولار هو السبب في تسجيل المعدن الأصفر أسعار تاريخية.
واحنا هنا مش بنقولك ان جرام الدهب هيرجع لسعره على بداية السنة، بس مش هيبقى ب1700، بس مستشار وزير التموين لشئون الدهب قال إن السعر العادل للجرام في مستوى 1200 جنيه.
وده طبعا ده بفرض استقرار سعر الدهب في السوق العالمي، ووارد جدا مع بداية الخفض الملحوظ في قيمة الجنيه تلاقي الدهب سعره ارتفع، بس المفروض ينزل تاني لو ماحصلش ارتفاع في البورصة العالمية.
وانقل بقى من الدهب وتعالي نروح للأسعار اللي فعلا هتحسسك التعويم حلو ولا وحش، السيناريو الحلو بيقول ان التعويم هيقضي على السوق السودا يعني التاجر هيقدر يحسب مكسبه كويس، ومش هيقولك لازم ارفع السعر عشان اقدر اشتري بضاعة جديدة لان الدولار مش مضمون.
يعني خلينا نقول ان الأسعار هتزيد لكن بمعدلات أقل وهيبقي فيها استقرار اكتر، وده اللي قاله رئيس الوزرا لما أكد إن مهمة الحكومة دلوقتي هي توفير السلع حتى لو سعر زاد شريك المهم تكون زيادة معقولة مش مبالغ فيها.
ولو تهت مني معلش بس الخلاصة بتقول ايه؟ عوم الجنيه مفيش مشكلة بس لازم توفرلي دولار في السوق عشان المصنع يشتري مواد خام وينتج، وعشان التاجر يستورد بضاعة تكفى احتياجتنا، وبتاع الفراخ يعرف يجيب علف لمزرعته، والعجلة تدور.
لانك لو عومت الجنيه ومفيش دولار، الناس برضه هتروح تدور عليه في السوق السودا ونرجع نعيد الحكاية من تاني.
والمفروض ان قرض الصندوق هيبقى شهادة ثقة في الاقتصاد المصري، وده يديك الفرصة عشان تاخد قروض من أماكن تانية، وده اللي اكده وزير المالية لماقال ان مصر بتستهدف جمع 2 مليار دولار من طرح الصكوك خلال الفترة الحاية.
وطبعا لازم بجانب القروض يبقى فيه استثمارات أجنبية بالدولار تشغل السوق، وهنا ييجي دور الاستحواذات الخليجية على شركات مصرية.
انتوا بقي توقعاتكم إيه ل2023?