داخل إحدى المواقع الإنشائية في منطقة التجمع الخامس، دارت مشادة كلامية بين مهندس مدير مشروع، وسائق لودر بالموقع ذاته، حينما رفض الأخير تنفيذ ما يطلبه منه المهندس، وهو ما جعل ذلك السائق يستشيط غضبا مما حدث، فأقدم السائق على إنهاء حياة المهندس فادي أسفل عجلات اللودر، وكشف أحد شهود العيان أن المتهم ارتكب الجريمة بكبشة اللودر ودهسه مرتين.
من جابنها تلقت أجهزة الأمن بمديرية أمن القاهرة، بلاغا من شرطة النجدة مفاده وجود جثة بموقع تحت الإنشاء بالتجمع الخامس، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية وعثرت على جثة فادي. ن، مهندس، وتبين وجود كسور وسحجات متفرقة بالجسم.
ودلت التحريات أنه توفى تحت عجلات لودر، وبعمل التحريات تبين وجود شبهة جنائية في الواقعة، كما تبين أن سائق اللودر ارتكب الجريمة بسبب مشاجرة سابقة بينه وبين الضحية، حيث نشبت مشادة كلامية قام على إثرها الأخير بدهس المتوفى، وألقي القبض على المتهم.
وكانت النيابة العامة أخطرت صباح الخامس عشر من شهر مايو الماضي، بدهس سائق معدةٍ ثقيلةٍ لودر، مهندسًا بموقع بناءٍ تحت الإنشاء، باستخدام جرافتها، وتم ضبط المتهم واللودر المستخدم في الجريمة.
واستهلتها بالانتقال لمسرح الواقعة لمعاينته ومناظرة جثمان المجني عليه، واصطحبت عددًا من شهود الواقعة لسؤالهم، واستجوبت المتهم المضبوط الذي أقر بارتكابه الجريمة وأجرى محاكاةً تصويريةً لكيفية ارتكابها.
كما روى صديق المجني عليه والشاهد على الواقعة، لـ القاهرة 24، أن المتهم بقتل مهندس التجمع يتعاطى المواد المخدرة، وكان في حالة نشوة لحظة ارتكاب الجريمة، مشيرًا إلى نشوب مشادة كلامية بين التهم والمجني عليه، قبيل الحادث بدقائق، حينما رفض الأول تنفيذ أوامر الأخير.
وبامتثال المتهم أمام جهات التحقيق قال: اللي حصل أن أنا من صغرى وأنا بيتعملي أعمال سفلية ومش عارف أخلص منها لحد دلوقتي ولما رحت الموقع من 10 أو 11 يوم شوفت المهندس فادي وکنت بحاول أتجنبه وامبارح عرفت أنه بتاع أعمال سفلية، فأنا كنت شغال باللورد في الموقع ولقيت ممدوح قاعد مع المهندس فادي قدام العمارة اللي شغال فيها المهندس فادي، وحسيت إنهم بيبصولي وأن المهندس فادي بيتكلم عليا وعايز يمشيني فاستنيت الأستاذ ممدوح يمشي من المكان، وأول ما لقيت المهندس فادي ماشي قدام العمارة اللي جنب العمارة اللي هو شغال فيها لوحده رحت رايح عليه باللودر وخبطته بسقف سكينة اللودر في صدره من ناحية اليمين فوقع على ظهره، وبعد كده عدلت سكينت اللودر ورفعتها لفوق وخليت السكينة مقلوبة، ونزلت عليه بشفرة السكينة وهي مقلوبة في صدره ورفعتها ونزلت بيها تانی، وبعد كده لقيت واحد بيجرى عليا وبيزعق.
وأضاف المتهم خلال التحقيقات: أنا وقفت عشان كان خلاص نزل من رأسه دم كثير ومن ودانه، فأنا تأكدت أن هو توفى وفضلت واقف فوق اللودر، وبعد كده الناس نزلوني ودخلوني جوه العمارة لحد ما الأمن جه وفضل يستجوبني، وقالی خبطته قولتله أه خبطته قالي عن قصد قولتله أه، ولما سألني ليه قولتله أنا حسيت أن هو عايز يمشيني من الموقع أو يموتني فأنا قولت أموته ودي موتة بموتة.
وقال شقيق المهندس المجني عليه في التحقيقات: اللي حصل إن أنا كنت قاعد في شغلي وجالي مکالمة من ابن عمتي وقالي أخوك فادي تعبان وفي المستشفى قولت له مستشفى إيه قالي مستشفى القاهرة الجديدة، قابلت ابن عمتي سألته إيه اللى حصل قالي إن لودر خبطه ومات، فكان فيه واحد اسمه محمود وقالي إنه شغال في الموقع وإن فيه شهود شافوا الواقعة، وقالوا إن اللودر خبطه قاصد، فأنا طلعت على القسم وبعد كده مقبلتش حد فمشيت ورحت على الموقع، وبعد كده قابلت حضرتك هناك وده كل اللى حصل.
وأمام جهات التحقيق قال يونس فرج عبد الستار أحد شهود العيان على الواقعة: اللي حصل إن أنا كنت شغال وسمعت صويت بره فخرجت في البلكونة أشوف فيه أيه لقيت لودر وواحد واقع قدامه على الأرض وبعد كده لقيت اللودر رجع ورا وراح طالع قدام ونزل بكبشة اللودر على الراجل اللي واقع على الأرض حوالى مرتين ونزلت جرى من العمارة اللي أنا شغال فيها لقيته كان بيرجع باللودر ورا ولقيت السواق طلع على رفرف اللودر ولما نزلت لقيت الناس ملمومة وهو ده کل اللي حصل.
وبحسب بيان النيابة العامة بشأن الواقعة، ذكر شهود العيان في التحقيقات، أن المجني عليه يعمل مهندسا بالموقع، بينما المتهم يعمل سائقا به لرفع مخلفات أعمال البناء باستخدام لودر يقوده، وأن المتهم لم يكن يخالط باقي العاملين بالموقع، ولا توجد أي خلافات بينه وبين أحد، ولم يسبق رؤية حوار يجري بينه وبين المجني عليه سلفا أو قبيل الواقعة، ولم تحدث أي مشادة بينهما حينها، وقد تناهى لسمع العاملين بالموقع صراخ المجني عليه فأبصروه ملقى أرضا بجوار اللودر غارقا في دمائه وقد فارق الحياة بعدما صدمه المتهم بجرافته عدة مرات متتابعة، فضبطوه وأبلغوا الشرطة.
تحريات المباحث في واقعة مقتل مهندس التجمع أوضحت صحة الواقعة، والاشتباه في معاناة المتهم من مرض نفسي، فأمرت النيابة العامة بحبس المتهم احتياطيا على ذمة التحقيقات، وعرضه على مصلحة الطب الشرعي لأخذ عينة دماء منه وتحليلها لبيان مدى تعاطيه لأي عقاقير طبية أو مواد مخدرة، إضافة إلى ندب مصلحة الطب الشرعي لإجراء الصفة التشريحية على جثمان المجني عليه لبيان سبب وكيفية حدوث وفاته، مع استمرار التحفظ على اللودر المضبوط.
وقررت جهات التحقيق بالقاهرة، إيداع سائق اللودر المتهم بدهس مهندس التجمع باستخدام سكينة اللودر، في مستشفى الأمراض النفسية 45 يومًا لبيان مدى سلامة قواه العقلية، ومعاناته من الأمراض النفسية.
وأحالت جهات التحقيق سائق اللودر المتهم بقتل مهندس التجمع باستخدام جرافة اللودر داخل أحد مواقع الإنشاء بمنطقة التجمع الخامس، بالقاهرة الجديدة، لمحكمة الجنايات، بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.