بملامح غلب عليها الحزن، يعيش أهل الطفلة ميرنا، الطالبة بالصف الأول الابتدائي بمدرسة «الشهيد أحمد حمدي»، بمصر القديمة، والتي تعرضت لجريمة يندى لها الجبين، بعد أن تحول أحد عمال مدرسة إلى ذئب بشري، وأقدم على انتهاك عرض الطفلة الضعيفة التي لم تكمل أعوامها الـ 7 الأولى.
بدأت الواقعة المؤسفة عندما تلقي قسم شرطة مصر القديمة بلاغًا من «محسن» والد الطفلة يتهم فيه عامل المدرسة «محمد» بهتك عرض طفلته «ميرنا» أثناء اليوم الدراسي، وعلى الفور توجهت الأجهزة الأمنية إلى المدرسة وتم القبض عليه وتم تحرير محضر بالواقعة.
وفور تلقي البلاغ انتقلت الأجهزة الأمنية إلى موقع الأحداث لتكشف أبعاد وتفاصيل تنشر لأول مرة حول الواقعة التي أدمت قلوب الملايين من سكان القاهرة الكبرى.
ومن جانبها قالت والدة الطفلة «ميرنا»: «في يوم دراسي ذهبت ابنتي إلى المدرسة كعادتها، دون أن تتوقع بأن هذا المصير المؤلم ينتظرها مع عامل عديم الضمير والإنسانية، متجسدا في هيئة إنسان لكنه ذئب بشرى».
«بعد أن دق جرس الفسحة وخرجت ميرنا لتلعب مع أصدقائها في ساحة المدرسة، إلا أن العامل كان طول الوقت يراقبها في محاولات منه للاختلاء بها، مستغلُا انشغال المدرسين بوقت الفسحة، وقام باستدراجها داخل غرفته وقام بتجريدها بكل وحشية من ملابسها، وهددها بالسلاح الأبيض حتى لا تصرخ، وبعد ما قام بالتعدي عليها، هددها بأن إذا روت ما حدث لأحد سيقتلها هي وأخواتها»، تضيف والدة الطالبة المغتصبة.
وبصوت خافت حزين تتابع والدة الطفلة: «في هذا اليوم المشئوم كان لي خوف ورهبة شديدة عليها، وعندما عادت إلى المنزل كانت ملامحها غريبة ويبدوا عليها التعب الشديد وكأنها باكية، حاولت التحدث معها لكي أعرف ما بها لكن بل جدوى، وفجأة ظلت تبكي وتشتكي من وجود حرقان شديد من منطقة حساسة من جسدها».
وأضافت والدة الضحية: «حاولت تهدئتها لكنها لم تكف عن البكاء، وبعد إلحاح شديد منى اضطرت أن تكشف لي ما حدث معها داخل حرم المدرسة، فقالت لي عم محمد الفراش أخدني من الفسحة وقعلنى كل هدومي وعمل حاجات مش كويسة يا ماما وهددنى بالمطوه وقالي لو قولتي لحد هقتلك أنتى وأخواتك»
اتصلت الأم بوالدها وتوجها لقسم شرطة مصر القديمة لتحرير محضر بالواقعة، وتم القبض عليه، وأمر قاضي المعارضات بمحكمة جنوب القاهرة، بحبسه على ذمة التحقيقات، بتهمة محاولة التحرش، كما تبيَّن من التحقيقات أن العامل يخشاه زملاؤه في العمل، وبعد فضح أمره، تلقَّى القسم عدة بلاغات من الأهالي تتهمه بسوء الخلق والبلطجة.
ووسط الدموع المنهمرة من أعينها قالت «والدة ميرنا»: «بعد هذه الواقعة وابنتي تعاني من حالة نفسية سيئة للغاية، طول اليوم تبكي إما تجلس بمفردها داخل الغرفة تبكي وفي حالة من الذعر الشديد، ولا تستطيع النوم بعد تلك الواقعة، حيث أصيبت بحالة من الهلوسة والذعر الشديد نتيجة لما تعرضت له على يد ذلك المجرم، وخلال نومها لسانها يتحدث عن تفاصيل تلك الجريمة التي تعرضت لها، ثم تستيقظ فجأة وتصرخ».
وأردفت: «الطب الشرعي عرض ميرنا على عيادة الطب النفسي بعد تلك الحالة التي أصيبت بها»، مشيرًة الى أن طفلتها لم تتعدى الـ 7 أعوام، ومطالبة بعودة حقها من ذلك الشخص حتى يهدأ نارها ونار الأسرة كلها.
وفي سياق مُتصل، قالت «جيهان»، إحدى المدرسات داخل المدرسة: «إن سجل الانحرافات داخل المدرسة مستمر منذ فترة وسط تواطئ مدير المدرسة بشكل مخيف مع هذا المجرم عديم الرحمة والإنسانية».
وأضافت المشرفة: «كان لي عدة تجارب مع هذا الشخص في المدرسة، وتقدمت بأكثر من شكوى ضده لكن لا حياة لمن تنادى».
وأضافت: «توجهت للعمل داخل المدرسة بشكل ودي بدون عقد أو أي أوراق، طلبت من المدير بأن علينا بكتابة عقد لكنه رفض، فتحملت وسكت حتى لا أخسر هذه الوظيفة نظرًا لضيق الحالة المادية بعد وفاة زوجي».
«منذ أول أيام لي في المدرسة وأنا في حالة مريبة من تصرفات هذا العامل الغير أخلاقية، فأكثر من مرة أشاهده يشرب السجائر بين أطفال إعدادي بل يشجعهم على تعاطيها، ورأيته بعيني يمسك الأطفال ويتحسس على أجسامهم بطريقة مخيفة توكد بأن هذا الرجل متحرش، ومن المؤسف أن مدير المدرسة على علم كامل بما يحدث لكنه لم يهمه أمر حد ولا يهمه هؤلاء الأطفال الأبرياء» تتابع «جيهان».
وأكدت المشرفة أنه «بعد واقعة اغتصاب ميرنا استحضرني عدة مواقف لم أنساها أبدا ففي يوم دراسي وجدت خبط شديد على الباب الحديدي للمدرسة وعندما فتحت إذا بسيدة تحمل كل معانى الجراءة والبجاحة، ودفعتني بيدها وقالت لي » أنا دخله لـ «محمد » لكنى رفضت وبعد مشادة كلامية بيننا لرفضي دخوله المدرسة هددني بالضرب وجاء محمد الفراش وأخذها في يده إلى حجرته الخاصة، لكن تصرفاته السيئة دفعتني لمداهمتهم من شباك الغرفة، وتفاجأت بما لم أتوقعه فشاهدتهما يمارسان الرذيلة داخل المدرسة وأثناء اليوم الدراسي وبوجود المدير، أصبت بالصدمة وقتها وسريعًا توجهت للمدير وحكيت له ما حدث، وكان رد فعله محزن لي فابتسم مدير المدرسة ولم يفعل أي شيء.
واستكملت المشرفة حديثها: «لم يكن اصطحابه للسيدات فقط هو الأمر الغريب بل كان يصطحب أصدقائه لتناول مخدر الحشيش أمام مرمى ومسمع الجميع، فكنت أتمنى بأن يكون هناك رقابة قوية من التربية والتعليم على المدارس وتعين أشخاص صالحين يكونوا ا قدوة لأبنائنا».