فيضانات مدمرة تجتاح جنوب تركيا تسحب معها ما تبقى بنية تحتية

لا تهدأ الأوضاع في تركيا منذ زلزال الإثنين الأسود في السادس من فبراير الماضي، حيث تعاني أنقرة من آلاف الهزات الأرضية المستمرة التي تسبب حالة من الرعب والقلق، ولكن يبدو أن كل ذلك لم يكن كافيا، لتزيد المصائب التركية بفيضانات مدمرة تجتاح جنوب تركيا تسحب معها ما تبقى بنية تحتية، وتطيح بكل شيء.

كشفت السلطات التركية اليوم الأربعاء، عن رحيل وفقدان عدد من الأشخاص في مدينتي أديامان وشانلي أورفا، إثر فيضانات قوية تضرب جنوب البلاد.

ووصل عدد ضحايا الفيضانات حتى الآن 13 ضحية، بالإضافة إلى عدد كبير من المفقودين ممن سحبتهم مياه الفيضانات.

وأشارت “روسيا اليوم” إلى أن الأرقام غير نهائية للضحايا مرشحة للارتفاع، لأن الفيضانات تضرب 5 ولايات، منها: “أديامان، وغازي عنتاب، وكيليس، وماردين، وكهرمان مرعش”.

ومن جانبها، حذرت السلطات التركية، من اشتداد الأمطار والفيضانات بشكل كبير في الأيام القادمة، ويظهر في مشاهد الفيديو، سقوط أمطار غزيرة وفيضانات التي تجتاح محافظة شانلي أورفا التركية.

ويظهر فيديو آخر حجم الكارثة، إذ دخلت المياه إلى الشوارع باندفاع كبير، وسحبت مياه الفيضانات عددا كبيرا من السيارات بداخلها أشخاص، حيث بلغ ارتفاعها حوالي 1 متر.

وتعد تركيا من أكثر الدول التى تمتلك أنهارًا، إذ يوجد بها 24 نهرًا وجدولا مائيا، أطولها داخل تركيا هو نهر كيزل أرمارك، ونهر الفرات هو الأطول بشكل عام.

وقال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، أن فرق الإنقاذ المنتشرة في المنطقة تبحث عن خمسة أشخاص آخرين تم الإبلاغ عن فقدهم في ثلاثة مواقع.

ووفقًا لرويترز ، فقد نقلت مياه الفيضانات أيضًا السيارات والحطام ، مما أدى إلى غمر الأقبية والطوابق الأرضية لبعض المباني ، في حين تم تحويل بعض الطرق إلى قنوات.

قال المسؤولون إن الأشخاص الذين لقوا حتفهم في أديامان كانوا من الناجين من الزلزال، وذكروا أن الضحايا غرقوا بعد أن بدأ منسوب المياه في الارتفاع ، مما أدى إلى جرف مأوى منزل كانوا يعيشون فيه بعد أن دمر الزلزال منزلهم.

كل ذلك يأتي، بعد زلزالين مدمرين ضربا جنوب البلاد في السادس من فبراير الماضي، أسفرا عن آلاف الضحايا وتدمير آلاف المنازل والبنى التحتية، وتبعهما آلاف الهزات.

حيث تواصلت الهزات الأرضية في جميع أنحاء تركيا، والتي وصل عددها بالآلاف في أقل من شهر ونصف فقط، في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا وخلف عشرات آلاف الضحايا، وخسائر بالمليارات.

وتسببت الخسائر الناتجة عن الزلزالان الرئيسيان في رحيل نحو 50 ألف بتركيا، وتم تسجيل انهيار، أو تضرر، نحو 173 ألف مبنى، بالإضافة إلى أنه تضرر نحو 20 مليون شخص في تركيا.

كل ذلك يحدث في تركيا في غضون أقل من 60 يوما فقط، شٌرد ورحل الآلاف وتضرر الملايين من الزلزال ثم تبعه الفيضانات لتعيش تركيا أسوأ أيامها.