تصل قناة السويس بين البحرين الأحمر والمتوسط، وكما يعلم الجميع، هي ممر اصطناعي يوفر طريقاً قصيراً لحركة السفن بين أوروبا والمحيط الهندي. تعرف معنا في هذه المقالة على مجموعة من المعلومات والحقائق الشيقة حول قناة السويس، بدءًا من تأسيسها على يد المصريين القدامى.
شقها الفراعنة لأول مرة
بالرغم من أن ذلك الأمر لا يعرفه الكثيرون، إلا أن من أبرز الحقائق أن قناة السويس الحالية هي النسخة الحديثة من عدة قنوات مائية شُقت على يد الفراعنة، ففي مصر القديمة يعتقد أن في عهد الفرعون «سنوسرت الثالث» شُقت أول قناة تربط البحر الأحمر ونهر النيل وذلك في حوالي 1850 قبل الميلاد.
ولاحقاً، يُعتقد أن شق هذه القناة اكتمل في القرن الثالث قبل الميلاد خلال عهد الأسرة البلطمية، ويُعتقد أيضًا أن العديد من الشخصيات التاريخية، مثل كليوباترا، سافرت عبر تلك القناة.
عارضت بريطانيا مساعي شقها
من الأسرار الغريبة على قناة السويس أن بريطانيا عارضت شقها، بالرغم من أنها كانت المستفيد الأكبر منها.
فقد وصف السفير البريطاني في فرنسا دعم فكرة شق القناة بـ «العمل غير المجدي»، وعندما شرع المهندس (دي لسبس) في بيع أسهمٍ من شركة القناة، عنونت الصحف البريطانية واصفة المشروع بـ «محاولة لسلب البسطاء»، وظلت الحكومة البريطانية تنتقد شق القناة حتى بعد الشروع بأعمال الحفر.
وكانت المفاجأة بعد ذلك شرائها حصة من الممر المائي بلغت نسبتها 44%، وذلك بعد أن باعت الحكومة المصرية حصتها في مزاد عام 1875 عندما كانت تعاني من ضائقة مالية.
استخدام التقنيات الحديثة في شقها
تطلب شق القناة عمالة ضخمة، وقد وفرت الحكومة المصرية معظم تلك العمالة عن طريق تسخير الفقراء بأجور رمزية، إلا إن العملية شهدت نقصًا حادًا في العمالة ولمواجهة هذا العجز، غيرت شركة قناة السويس و(دي لسبس) من استراتيجيتهما، واعتُمد على جرافات تعمل بالبخار والفحم، والتي صُممت خصيصاً من أجل أشغال قناة السويس.
وتم التعامل مع ثلاثة أرباع الـ 75 مليون متراً مكعباً من الرمال التي استُخرجت من عمليات الحفر، عن طريق الآليات الثقيلة.
تمثال الحرية لقناة السويس
مع اقتراب أعمال حفر قناة السويس من الانتهاء، حاول النحات الفرنسي فريديريك أوغست بارتولدي إقناع (دي لسبس) والحكومة المصرية بالسماح له ببناء تمثال اسمه «مصر تجلب النور إلى آسيا» ووضعه عند مدخل القناة في البحر المتوسط.
وفكرة التمثال مستوحاة من تمثال العملاق رودوس، فقد تخيل (بارتولدي) تمثالاً بارتفاع 90 متراً لامرأة ترتدي زياً ريفياً وتحمل شعلة ضخمة، والذي من شأنه أيضاً أن يكون منارة لإرشاد السفن التي ستقصد القناة.
لم يتحقق المشروع أبداً. لكن لم يتخلى (بارتولدي) عن فكرة تمثاله هذا. وفعلاً في عام 1886، تم الكشف عن نسخة مكتملة من تمثاله بالقرب من ميناء نيويورك والذي حمل اسم «الحرية تنير العالم»، والذي عرف لاحقا بـ «تمثال الحرية».