«العملية العسكرية الشاملة»، هو اسم العملية التي أطلقتها القوات المسلحة يوم الجمعة 9 فبراير من العام 2018، والتي شنتها ضد بؤر الإرهاب في شبه جزيرة سيناء، معلومات لا تعرفها عن العملية الشاملة في سيناء.
ففي صباح الجمعة أعلن المتحدث العسكري العقيد تامر الرفاعي تنفيذ القوات المسلحة لعملية شاملة بمختلف الاتجاهات الاستراتيجية للقضاء على العناصر الارهابية؛ تنفيذًا لتكليف رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة عبدالفتاح السيسي للقيادة العامة للقوات المسلحة ووزارة الداخلية.
وقال المتحدث العسكري في البيان رقم واحد للعملية الشاملة للقضاء على الإرهاب 2018: إن العملية تهدف لتطهير المناطق التي يتواجد بها عناصر إرهابية؛ لاقتلاع الإرهاب وجذوره.
وبالرغم من أن «العملية العسكرية الشاملة» ليست أولى العمليات التي وجهها الجيش المصري ضد أوكار الإرهاب في سيناء الحبيبة إلا أن هذه العملية تفردت بعدة أشياء.
الأكبر من نوعها
على مدار الأعوام الثلاثة الماضية نفذت القوات المسلحة عدة عمليات للقضاء على العناصر الإرهابية في كل انحاء الجمهورية، وأطلقت عملية «حق الشهيد» في سبتمبر 2015، واستمرت 3 سنوات متتالية، حتى الإعلان عن إطلاق العملية الشاملة 2018 والتي تعد الأكبر من نوعها بعد حرب 1973.
ووفقًا لما ذكره العقيد تامر الرفاعي، المتحدث باسم القوات المسلحة يشارك فيها كل أفرع القوات المسلحة والشرطة في وقت واحد.
هدف العملية
وفقًا لما ذكره محللون وخبراء عسكريون فإن عملية «حق الشهيد» كانت بهدف محدد هو الثأر لشهداء الوطن واستهدفت التنظيمات الإرهابية في سيناء، أما «العملية الشاملة» هدفها القضاء على الإرهاب بجميع الأراضي المصرية من الداخل والخارج.
ومن جانبه قال اللواء ناجي شهود، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن الفرق بين العمليات التي أطلقتها القيادة العامة للقوات المسلحة خلال السنوات الماضية «حق الشهيد» و«الـعملية الشاملة» التي تتم اليوم، أن الأولى عملية جزئية في مناطق محددة وأهداف واضحة، أما العملية الشاملة ليس لها نطاق محدد في تنفيذها سواء بالداخل أو على الحدود.
يدًا واحدة
وعلى أرض الواقع أكد «شهود» أن العمليتين يكملان بعضهما البعض، موضحًا أن: «العملية الشاملة سيناء 2018» بمشاركة قوات الجيش والشرطة بكامل طاقتهم، بعد فترة إعداد وجمع معلومات ونشر قوات في المناطق المحددة لأهداف العملية.
نطاق العملية الشاملة
قال اللواء ناجي شهود إن مناطق تنفيذ «العملية الشاملة»، تضمنت شمال ووسط سيناء ومناطق أخرى بدلتا مصر والظهير الصحراوي غرب وادي النيل، وشتى أنحاء الجمهورية بغرض تشديد إجراءات التأمين على الأماكن الحيوية بغرض قطع خطوط الإمداد عن العناصر الإرهابية.
وتابع: «القوات المسلحة والشرطة المدنية المكلفة بتنفيذ مهام الخطة تتحلى بأقصى درجات الحيطة والحذر للحفاظ على الأرواح والممتلكات العامة والخاصة لأهالينا من شعب سيناء البطل، إلى جانب تطبيق كل المعايير الأخلاقية والإنسانية لتجنب تعريض المدنيين لأضرار قد تنجم عن الحملات الأمنية ضد بؤر الإرهاب والتطرف».
أسباب التسمية
ومن جانبه، تطرق اللواء حمدي بخيت، عضو مجلس النواب، والخبير العسكري إلى أسباب إطلاق اسم «العملية الشاملة» على العملية العسكرية الجديدة، مشيرًا إلى أن إطلاق اسم «العملية الشاملة» يأتي لانتشارها الواسع بمناطق متعددة في وقت واحد.
وأضاف الخبير العسكري والمحلل الاستراتيجي أن القوات المسلحة لم تطلق عملية بهذا الحجم منذ حرب 1973، لافتًا إلى أن العملية ستستمر لوقت طويل حتى تقتلع جذور الارهاب من منابعها بجميع محافظات مصر، والقوات المشاركة بالعملية الشاملة، لها مواصفات خاصة، وتستخدم في الحروب فقط.
محاور العملية
وفي سياق مُتصل قال اللواء حسام سويلم، الخبير الأمني، إن الفرق بين العمليتين اللتين أطلقتهما القوات المسلحة، ينحصر في الشمول بالحرب على الإرهاب بالداخل والخارج.
وأوضح اللواء حسام سويلم أن العملية الشاملة تعمل على عدة محاور داخلية وخارجية منها الهجومية والدفاعية لتحقيق هدف واحد وهو تطهير أرض سيناء من العناصر الإرهابية، مشيرًا إلى أن العملية الشاملة تعني أن هناك تنسيقًا بين كل فروع وأسلحة القوات المسلحة، والشرطة المدنية، والمؤسسات المعنية، وفى مختلف محافظات الجمهورية، تنفيذًا لقرار رئيس الجمهورية، بمهلة الثلاثة أشهر لتطهير سيناء والاتجاهات الاستراتيجية.
صمام الأمان
أكد الخبير العسكري والمحلل الاستراتيجي وخبير الأمن القومي اللواء طيار حسن فريد أن العمليات العسكرية بمختلف أنحاء الجمهورية، تهدف إلى حماية الحدود المصرية على كل الاتجاهات الاستراتيجية.
وفي تصريحات صحفية، قال «فريد» إن العملية الشاملة لن تنتهي إلا بالإعلان عن القضاء على جميع العناصر الإرهابية في كل محافظات مصر، مشيرًا إلى أن عملية حق الشهيد كانت مقتصرة على سيناء فقط، أما العملية التي أطلقت صباح اليوم فهي الأولى في الدلتا وغرب النيل.