مع اقتراب الملء الثالث لسد النهضة تصريحات إعلامية تحذر من أن الاستمرار في الملء الثالث قد يؤدي إلى انهيار وشيك.
فالعيوب الفنية والتقنية المتنوعة في عملية إنشاء السد، جنبا إلى جنب مع تحذيرات من زلازل قريبة الحدوث تجعل احتمالية انهيار السد حاضرة بقوة وغير مستبعدة، فما هي أهم نقاط الضعف داخل السد وكيف تستعد مصر والسودان لمواجهة هذا السيناريو؟
تشققات جسم السد
أظهرت الأقمار الصناعية تشققات في سطح السد الركامي المكمل لسد النهضة، مع تحذيرات تفيد أنه إذا امتدت تلك التشققات إلى جسم السد فقد يحدث ذلك خطورة كبيرة من شأنها أن تؤثر على صلابة السد وتماسكه.
وطالب الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، بجامعة القاهرة، بوجود لجان هندسية وفنية لمعاينة السد وإثبات مدى خطورة تلك التشققات.
ولكنه لم يتوقع أن تشكل تلك التشققات خطورة كبيرة في وقتنا الحالي لأن الماء لم يصل إليها بعد فأثيوبيا ستحتاج إلى ملء حوالي 20 مليار متر مكعب من الماء فقط لتصل إلى تلك الأجزاء المتشققة من السد.
ولكن وبحسب الدكتور هاني سويلم، الأكاديمي بقسم المياه بجامعة آخن الألمانية، فقد أكد أن خطورة الوضع ستزيد بشكل ملحوظ إذا بلغ منسوب المياه 595 مترا مع استمرار وجود تلك الشروخ في جسم السد.
وتضاف تلك التحذيرات إلى ما حذرت منه لجنة الخبراء الدولية والتي شكلتها مصر وإثيوبيا والسودان لدراسة سد النهضة في عام 2013، وخرجت بتقارير تظهر تشككها في أمان السد الركامي المساعد لسد النهضة.
انهيار سدود مشابهة
وبعيدا عن تشققات السد فإن مكانه نفسه يعتبر موضع قلق لدى الخبراء، فكما أشار خبير الزلازل العالمي الدكتور في 2021 رشاد القبيصي أنه إذا استمر السد بتخطيطه الحالي فمن المتوقع انهياره قريبا.
فالبيانات المتوفرة أكدت رصد أكثر من ما يقارب من 10 آلاف زلزال تفوق في قوتها 4 درجات بمقياس ريختر حدثت بالقرب من موقع السد خلال الفترة من العام 1970 حتى العام 2013.
وخلال الـ 15 عاما الأخيرة تم إنشاء 70 سدا صغيرا على أنهار شمال إثيوبيا، انهار منها 45 سدا، وهو دليل كاف لشدة خطورة إنشاء سدود ضخمة على أنهار الهضبة الوسطى لشدة انحدارها خاصة في حوض النيل الأزرق والذي يعد أكبر تلك الأنهار وأشدها قوة.
عدم مطابقته للمواصفات العالمية
نقطة الضعف الثالثة في سد النهضة تتمثل في عدم مطابقته للمواصفات العالمية، فخلال الفترة الماضية ومنذ بدء عمليات الملء تم تغيير مستوى فتحات التوربينات، وإزالة (3) مخارج توربينات بعد تركيبهم ، ليتم تخفيض عدد التوربينات من 16 الى 13، كما إزالة الأجزاء المعدنية للفتحات التى تعمل الآن ثم تركيبهم، عدم صب الخرسانة فى أجزاء السد المختلفة بطريقة متجانسة، ما أثير من شبهات فساد تسببت فى توقف المشروع لأكثر من مرة.