منذ عام 2014 قرر القضاء الفرنسي فتح تحقيقا في الثروة الضخمة لرفعت الأسد عقب شكوى تقدمت بها منظمتان؛ إحداهما منظمة الشفافية الدولية، وصادرت السلطات الفرنسية الأصول المنقولة والعقارات الفاخرة التي يحوزها، وأظهر التحقيق أنه وأقرباءه نقلوا أصولا عبر شركات في بنما وليشتنشتاين ثم إلى لوكسمبورغ، وقررت المحكمة أن تصدر حكمها الاخير في القضية، فما هي الحكاية؟
كانت محكمة فرنسية، قررت أن تصدر، حكمها في المسعى القانوني الأخير المتاح أمام رفعت الأسد، عم رئيس النظام السوري بشار الأسد، للطعن بإدانته بالسجن 4 سنوات بفرنسا في قضية أصول عقارية اكتسبت بشكل “غير مشروع” وتقدر قيمتها بـ 90 مليون يورو.
ومحكمة باريس، هي أعلى محكمة في القضاء الفرنسي ستقرر إذا كانت تؤيد حجج الشقيق الأصغر للرئيس السوري السابق حافظ الأسد أو ترفض استئنافه، الأمر الذي سيجعل العقوبة باتة ونهائية.
ورفعت الأسد، وهو نائب الرئيس السوري السابق البالغ 85 عاما، كان قد أدين في الاستئناف في 9 سبتمبر، 2021 بتهمة غسل أموال عامة سورية في إطار عصابة منظمة بين عامي 1996 و2016، وثُبت الحكم عليه بالسجن 4 سنوات، الصادر عن محكمة البداية.
وأدانته محكمة الاستئناف في باريس بتهمة الاحتيال الضريبي المشدد وتشغيل أشخاص في الخفاء، وأمرت بمصادرة جميع العقارات التي اعتبرت أنه حصل عليها عبر الاحتيال.
وهذه هي القضية الثانية التي تتعلق “بالمكاسب غير المشروعة” التي يتولاها القضاء الفرنسي بعد قضية “تيودورين أوبيانغ”، الابن الأكبر لرئيس غينيا الاستوائية، الذي حكم عليه في يوليو/تموز 2021 بالسجن 3 سنوات مع وقف التنفيذ وبغرامة بقيمة 30 مليون يورو.
وفي سويسرا، يلاحَق المسؤول السوري السابق بشبهة ارتكاب جرائم حرب لدوره في قتل ما يصل إلى 40 ألف مدني خلال الحملة العسكرية على مدينة حماة (وسط سوريا)، وكان حينها قائدا لما تسمى “سرايا الدفاع”.
وقد يحاكم كذلك في إسبانيا للاشتباه في تحقيقه مكاسب غير مشروعة تتعلق بأكثر من 500 عقار تم شراؤها مقابل 691 مليون يورو. وكانت السلطات الإسبانية نفذت عام 2017 عملية قضائية تستهدف الأصول التي تعود لعم الرئيس السوري في إسبانيا بتهم بينها غسل الأموال.
وكان رفعت الأسد غادر سوريا عام 1984 بعد محاولة انقلاب فاشلة ضد شقيقه حافظ، وأعلن معارضته لابن أخيه بشار الأسد بعد توليه الرئاسة عام 2000.
ولد رفعت علي سليمان الأسد في القرداحة بمحافظة اللاذقية ،22 أغسطس 1937، شارك بعد تخرجه في الانقلاب الذي أطاح بحكومة الجمهورية العربية السورية عام 1966
وأصبح قائدا للفرقة 569 في الجيش السوري ثم ألحقت به “سرايا الدفاع” لتدريبها وهي فرقة نخبة في الجيش السوري، وأقواها دعمًا.