هل يسبب أزمة جديدة؟..موقف لا يتصل بالبروتوكولات الدولية كاد أن يضرم مزيدا من الأزمات بالشرق الأوسط، العلاقات التركية العراقية تلك التي تشبه بثرة تنتظر طبيبا للخلاص منها ومن آلامها، أزمات متتالية لا تنحل رغم المساعي الحثيثة من طرفيها وأطراف عدة..وجهات نظر لا تتلاقى أبدا..أخرها موقف بين وزيري خارجية البلدين كاد أن يسبب مواجهة غير محمودة …فما القصة؟
بعد انتظار 4 ساعات متواصلة، لحضور مؤتمرا صحفيا بين وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، ونظيره العراقي فؤاد حسين، تم إلغاء المؤتمر دون الإعلان عن أسباب واضحة.
وبحسب ما جاء بالتقارير الصحفية، هناك خلافات عميقة بين الطرفين حول عدة ملفات، أبرزها (المياه، والعمليات العسكرية التركية شمال العراق، والوجود العسكري التركي على الأراضي العراقية).
وقال وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، إن العلاقة مع تركيا تتجه نحو منعطف مهم على مستوى التعاون الأمني والاستخباري بين البلدين، فيما أصدرت الوزارة العراقية، بيانا صحفيا قالت خلال إن “الوفد العراقي أجرى اجتماعاً مع نظيره التركي لبحث تطوير العلاقات الثنائية بين بغداد وأنقرة، وآفاق التعاون، خاصة تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي”.
ويسعى العراق إلى «مواجهة التحديات المشتركة (مع تركيا) بالشكل الذي يؤمن المصالح المشتركة للبلدين الجارين، ولا سيما أن العراق بصدد الدخول في حوارات بناءة، من شأنها أن تشكل منعطفاً جديداً في العلاقات بين البلدين»، وفقاً للبيان العراقي.
وشهدت العلاقات بين أنقرة وبغداد توتراً نسبياً، خلال الأشهر الماضية، بسبب العمليات العسكرية التركية داخل الأراضي العراقية والتي تتسبب بين وقت وآخر في توتر في العلاقات بين البلدين.
وتؤكد تركيا أن عملياتها العسكرية في شمال العراق، وكذلك ضد امتدادات تهدد أمنها القوني وتجري في إطار القانون الدولي وإعمالاً لحقّها في الدفاع عن النفس وتأمين حدودها.
وأكد وزير الدفاع التركي، يشار غولر، قبل أيام، أن القوات التركية ستواصل عملياتها في العراق وسوريا حتى القضاء نهائياً على التهديدات.
ويبدي الجانبان التركي والعراقي استعداداً للتعاون في تأمين الحدود، لكن مسألة الوجود العسكري التركي والعمليات المتكررة في شمال العراق تعد ملفاً خلافياً بينهما.
وزار فيدان بغداد وأربيل، في أغسطس الماضي، حيث كانت ملفات التعاون وتأمين الحدود، والمياه، واستئناف ضخ النفط من شمال العراق إلى ميناء جيهان التركي هي القضايا الأساسية التي دارت حولها المباحثات.
وأعلن العراق في مناسبات مختلفة أن الرئيس التركي ينوي زيارة العراق، لكن الزيارة لم تتم حتى الآن، لأسباب يرجح مراقبون أنها على صلة بعدم قدرة العراق على حسم ملفات أساسية، أهمها ملف الأمن القومي إلى جانب حصص المياه، ومشكلة تصدير النفط إلى ميناء جيهان التركي.فهل تنتهي الأزمات بين البلدين قريبا لاسيما الملف المائي الذي يهدد وجود العراق وبدأت تداعياته في الظهور؟