أزمات طبيعية، وتغيرات فى أسعار الطاقة فى العالم، وقرارت روسية باستخدام عتاد عسكري قد يقود العالم الذي نعرفه إلى نهايته، كلها ملفات على مكتب الرئيس الأمريكى جو بايدن، والذى اكتفى باطلاق التصريحات هنا وهناك ولا يعرف بأى الملفات يبدأ… كلها أزمات فى غاية الأهمية وتؤثر على الولايات المتحدة الأمريكية و حلفائها حول العالم والذين يعتمدون عليها بشكل كبير، إلا أن قرارت واشنطن دائمًا ما تكون مخيبة للآمال خلال السنوات الأخيرة.
ففى أزمة الطاقة، أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن خيبة أمله بشأن الخطط التي أعلنتها دول أوبك+ لخفض إنتاج النفط، وقال إن الولايات المتحدة تدرس البدائل المتاحة لديها.
وكانت مجموعة أوبك+ وافقت على تخفيضات حادة في الإنتاج لتقلص الإمدادات في سوق تعاني بالفعل من شح المعروض، مما يزيد احتمال ارتفاع أسعار البنزين قبل انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة المقررة في نوفمبر والتي يدافع فيها الديمقراطيون بزعامة بايدن عن أغلبيتهم في مجلسي النواب والشيوخ.
وفي أول رد فعل أمريكي، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي: “علينا أن نكون أقل اعتمادا على نفط دول أوبك+وباقي المنتجين”.
وكشف الرئيس التنفيذي لشركة Crystol Energy، أن قرار أعضاء أوبك بلس بتخفيض الإنتاج بواقع مليوني برميل يومياً إيجابي على أمريكا حيث تعد من أكبر المنتجين للنفط، مؤكدًا أن قرار خفض الإنتاج لن يؤثر على الولايات المتحدة اقتصادياً ولكن تأثيره على شعبية الرئيس جو بايدن وحكومته.
وقال مصدران من أوبك+، إن سريان الخفض الذي اتفق عليه التكتل سيكون اعتباراً من نوفمبر، فيما تقرر أن يكون الاجتماع المقبل لـ أوبك+ في ديسمبر.
وقد يؤدي خفض أوبك+ للإنتاج والذى سيتم تنفيذه اعتبارًا من نوفمبر إلى ارتفاع أسعار النفط التي هبطت إلى نحو 90 دولارا من 120 قبل ثلاثة أشهر بسبب مخاوف من ركود اقتصادي عالمي، ورفع أسعار الفائدة الأميركية وارتفاع الدولار.
ولكن ما يحدث فى موسكو، هو أهم الملفات على مكتب الرئيس الأمريكى بايدن، فحذر االيوم الجمعة، من أن تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام أسلحة نووية فى أوكرانيا هو أمر حقيقي، وأنه يقود البشرية إلى نهايتها.
ورد مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان على التصريحات الروسية، قائلًا: إن أي استخدام للأسلحة النووية سيؤدي إلى عواقب كارثية على روسيا، مشيرًا إلى أنه أوضح ذلك خلال اتصالات خاصة مع موسكو.
وعكفت إدارة بايدن على نفى وجود أي سيناريو محتمل ترد فيه الولايات المتحدة بالمثل إذا أقدم بوتين على استخدام السلاح النووي في الحرب، طيلة الشهور الماضية، إلا أن “نيويورك تايمز” نقلت عن محللين قولهم إن رد الولايات المتحدة باستخدام السلاح النووي قد يعزز حظر استخدام الأسلحة النووية، وفى الوقت ذاته قد يطلق دورة من التصعيد المتبادل تؤدى إلى القضاء على البشرية.
كما رجحت الصحيفة أن تكون خيارات الرد العسكري الأخرى واردة أكثر، كأن تعمد الولايات المتحدة إلى استخدام الأسلحة التقليدية ضد الموقع الذي أطلق منه السلاح النووي الروسي، أو تقوم بتزويد القوات الأوكرانية بالأسلحة اللازمة للقيام بذلك.
تسببت سياسة الولايات المتحدة فى العديد من الأزمات حول العالم، وها هى تتجرع نتائج أفعالها على المستوى السياسى ويحظى بوتين بأقل شعبية فى تاريخه، وقد يفقد أغلبيته فى مجلسى النواب والشيوخ لصالح الجمهوريين، إلا أن الولايات المتحدة ليست وحدها التى قد تشعر بالوجع من هذه الأزمات، فالعالم كله يعانى من تدهور اقتصادي نتيجة لأزمات الطاقة المتتالية، والوضع فى شرق أوروبا.