ذهول حل بمن وصل إلى هناك رغم صعوبة العيش، أشخاص غير عاديين يتحملون الطبيعة الفريدة التي لا يقوى بنو البشر على الحياة بها،فالأرض منشقة، والطين يغلي تحت أقدامك وفوهة لبحيرة بركانية على مقربة منك، فهل اقترب منخفض داناكيل في إثيوبيا من التحول لمحيط مياه ملحية جديد؟
منذ الوهلة الأولى لرؤيتك لهذا المكان تشعر وكأنك تطل من نافذة إلى عالم آخر، الحياة به تكاد تكون مستحيلة، لكن رغم وجود موانع كثيرة للعيش على سطحه، إلا أن هناك مجموعة من الأشخاص يعملون به.
أشخاص أعدهم مصور إيطالي أراد أن يتحدى الظروف ويذهب إلى هذا المكان ليراه بعينه، بأنهم ليسوا طبيعيين لينفذوا هذه الصناعة، فضلًا عن إقامتهم ومعيشتهم بهذه البقعة التي تحمل أسرارًا كونية غريبة.
ففي شمال شرق أفريقيا، توجد منطقة تتفكك فيها قشرة الأرض لتشكّل بيئة زاهية وقاسية في الوقت ذاته، فالمصور الإيطالي، أندريا ماركيجياني، أراد توثيق رحلته التي صنفها بالعجيبة إلى هذا المكان بمجموعة من الصور.
فقال عن منخفض صحراء داناكيل في إثيوبيا، إنه من أكثر الأماكن سخونة وقسوة على وجه الأرض، لكن رغم ذلك ينابيعه زاهية ومسطحاته الملحية فريدة من نوعها.
فرغم قساوة البيئة هناك إلا أن مجموعة من الإثيوبيين يواصلون صناعة عمرها قرون في تلك المنطقة لاستخراج الملح من الأرض يدويًا.
ماركيجياني، أضاف أنه تعجب وذهل، وبدأ يتسائل “كيف يمكن أن يكون هذا ممكنًا في مثل هذه البيئة القاسية”، لكن من بين أبرز الأشياء في هذا المنخفض وجود بركان مصنوع من الحمم، والرماد.
فضلًا عن فوهة بحيرة بركانية مليئة بالطين المغلي، والغازات الكبريتية، فشيء من عالم آخر أو حقيقة واقعة، كان سؤال المصور الإيطالي عما يراه أمام عينيه.
لكن بعدما جعلته الحرارة محمومًا أيقن أنها الحقيقة التي لا مجال فيها للرياء، فهناك بركان “دالول”، الذي يتكون من الأحواض الحمضية الخضراء، والسهول الصحراوية المالحة التي تتكون من أكسيد الحديد، والكبريت.
لكن المفاجأة كانت فيما رآه من ارتفاع مهول لدرجة الحرارة وكأنه يقف فوق أكثر بقعة سخونة على ظهر المعمورة، فالأمر كان لديه يشكل أسطورة لا بد أن يجسدها قبل أن يرحل من هذا المكان الذي يعد سعيرًا.
بل زاد في المفاجآت التي جسدها بهذه البقعة الغريبة على سطح المعمورة أن ما ساهم في تكوين هذا المنخفض، عملية تكتونية هي التصدع القاري.
فالأرض بهذا المكان تنشقق عن طبقاتها، ويظهر منها الملح الذي يستخرجه هذه المجموعة من البشر ذات التكوين الغريب لتحمل كل هذه الحرارة التي تعتبر سعيرًا على ظهر المعمورة.
لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد من المفاجآت بل كان الاحتمال الذي ربما يغير خريطة العالم في يوم ما أن تلك اليابسة باتت تغرق ببطء.
فسيأتي عليها يوم وتمتلئ بالمياه، لتعلن آنذاك عن ولادة محيط جديد، أو بحيرة عظيمة، بحسب وصف المصور الإيطالي،
فبرأيكم هل هذه البيئة تعد قطعة من عالم آخر؟ أم أنها دليل على قدرة الخالق الخارقة للبشرية؟