أن تٌقرر حقك في اختيار شريك حياتك أو تعزف عن قرار الزواج من الأساس، فذلك يعتبر جُرمًا في تلك الدولة قد ينتهي بك إلى السجن وعقوبات أخرى، وإن عرضت عليك إحداهن الزواج ورفضت فهذا يُعني أنك حتمًا ستلقي مصير المجرمين، فما القصة ولماذا اتخذت تلك الدولة مثل هذا القرار،، هذا ما سنعرضه على حضراتكم في ملخص القصة :
جمهورية التشاد بلد إفريقي غير ساحلي، يغرق في رمال الصحراء وسط إفريقيا، وهي خامس أكبر بلد في إفريقيا من حيث المساحة.
وعلى الرغم مما تملكه من الكم الهائل من احتياطات الذهب، إلا أن في الوقت ذاته تعد أكثر دول العالم فسادًا وأفقرهم، فهي أكثر الدول التي تشهد صراعات داخلية بين السكان المسلمين والمسيحين.
تشتهر بالعديد من الممارسات الغريبة التي تختص معظمها بالزواج. وفي مطلع قرار اعتبرته الكثير من المؤسسات المجتمعية والإنسانية ضد الحريات، قرر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مدينة مانغالمي التشادية، فرض عقوبة مالية على الأشخاص الذين يرفضون عروض الزواج.
المجلس الذي يقبع في شمال شرق البلاد، برر ذاك القرار بأنه خطوة لتشجيع الشباب على الزواج من دون نفقات كبيرة ومحاربة ما أسماه بالفجور.
وقد أطلق على القاعدة الجديدة اسم “أمشيليني”، أي “اخترني” باللغة المحلية. وجاءت تلك القرارات تمييزية ضد النساء.
فإذا رفضت امرأة عرض زواج، سيتعين عليها دفع غرامة تتراوح بين 15000 و25000 فرنك أفريقي (بين 23 و38 يورو) وهو ما يعد مبلغًا كبيرًا نظرًا للوضع الاقتصادي الذي تمر به البلاد.
أما عن الرجل، فإذا رفض عرض الزواج المُقدم من أي امرأة، فسيتعين عليه دفع غرامة قدرها 10000 فرنك أفريقي أي ما يُقدر بنحو 15 يورو فقط.
لم تكتفي المجلس التشادي بتلك العقوبة، بل فقد أصدر عقابًا جديدًا بالسجن لم يتخلف عن دفع تلك الضريبة.
منظمات المجتمع المدني، اعترضت بشدة على تلك القاعدة الجديدة، معتبرة إياها تُحد من الحرية الشخصية للأفراد.
أما الرابطة التشادية لحقوق المرأة، فقد نددت بعدم شرعية هذه الممارسة، مؤكدة أنها تتعارض مع القانون الوطني الذي يضمن حرية الموافقة على الزواج.
واعتبرت الرابطة أن هذه الغرامة هي شكل من أشكال الزواج القسري، وتعكس العقلية التي تريد إخضاع المرأة والتي لا تزال منتشرة إلى حد كبير في البلاد.
ففي التشاد الدولة التي تعاني من انهيارًا اقتصاديًا وفوضى أمنية كبيرة، تجاهلت السلطات التعزيزات الأمنية. وتراءت أن القضاء على العزوبية وعزوف الشباب عن الزواج أمرًا من شأنه السيطرة على التعصب والتشدد لدى الشعب.
فبرأيك ماذا كنت ستفعل إن كنت أحد أفراد تلك الدولة ؟