واصلت الأحداث الغريبة في مدينة زليتن الليبية، مفاجأة أهلها، إذ فاجأت مياه حمراء غامضة السكان، مع ارتفاع منسوب المياه الجوفية بشكل غامض، حيث تغمر البيوت وتتحول إلى مستنقعات.. ماذا حدث في زليتن جعل سكانها في خطر على طريقة درنة؟
يعاني سكان المدينة من ظروف غريبة، بيئية وصحية خطيرة تهدد حياتهم، إذ أصبحت البيوت مهددة بالانهيار حتى أن بعضها يبدو وكأنه يطفو على الماء.
ويعيش السكان في حيرة كبيرة لاسيما أنه حتى الآن لا يوجد أي تفسير علمي لما يحدث في المدينة، وأن الخبراء يحاولون معرفة سبب هذه الأزمة.
وقال عضو مجلس الدولة الليبي عبد الله جوان أن الحكومة ستقدم مساعدات مالية للعائلات المتضررة، ليتمكنوا من استئجار منازل أخرى، بعدما أمر الخبراء بإخلاء المساكن، مؤكدًا أن هذه المشكلة ليست جديدة، وأن بعض المناطق تعاني من ارتفاع منسوب المياه الجوفية، وخاصة منطقة زليتن التي تتميز بخصوبتها.
هذا وكان المركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا، قد رفع حالة التأهب والاستعداد بعد زيادة المخاوف من احتمال تفشي الوباء تتصل بتلوث المياه بسبب ظاهرة ارتفاع منسوب المياه الجوفية في مدينة زليتن، فيما أعلن مجلس النواب الليبي، أكد أن مدينة زليتن الواقعة على الساحل الغربي للبلاد “مدينة منكوبة” بسبب أزمة المياه الجوفية.
ووضعت نازلة تدفق المياه الجوفية حكومتي ليبيا في الشرق والغرب، أمام اختبار حقيقي، بعدما تسببت الأزمة في نزوح مئات الأسر إثر تضرر منازلهم،وغرقها بالمياه التي تنبعث من باطن الأرض منذ نهاية العام الماضي.
ويبدو أن ما تبرع به الحكومتين هو التسابق، لإظهار عدم التقصير، دون إيجاد حل واضح لاسيما أنه لا يستطيع الخبراء إيجاد تفسير لهذه الظاهرة الغامضة.
ومن جانبها، حرصت الحكومة المكلفة من البرلمان الليبي بقيادة أسامة حمّاد، على خط الأزمة، واتخذت قراراً بإغلاق خط “النهر الصناعي” المغذي لمدينة زليتن بالمياه بشكل مؤقت، لإتاحة الفرصة أمام الخبراء، لمعرفة أسباب ظاهرة تدفق المياه من تحت أقدام السكان، بعد أن تصاعدت شكاوى سكان المدينة، البالغ عددهم 350 ألف نسمة، من المياه جوفية النابعة من أسفل منازلهم، وفي ساحات كثيرة بالمدينة.
وأشار عميد بلدية زليتن إلى أنه تم اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان سلامة المياه وصحة السكان، وأنهم يعملون بجد للتأكد من عدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلا. وختم حديثه بالتأكيد على أنهم سيظلون يتابعون الوضع عن كثب ويعملون على تحسين البنية التحتية للمياه في المنطقة.
ولفت المتحدث باسم مجلس النواب الليبي، عبدالله بليحق إلى أن الأزمة في زليتن ناتجة عن استمرار استخدام مياه الآبار الجوفية بشكل مفرط دون تنظيم، مما أدى إلى انخفاض مستوى المياه وتدهور الوضع البيئي في المدينة.
وأكد أن القرار بإعلان زليتن “مدينة منكوبة” يأتي في إطار السعي لإيجاد حلول جذرية لمشكلة نقص المياه الجوفية في المدينة، ودعا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الموارد المائية وتنظيم استخدامها بشكل أفضل.
وختم بليحق بالقول إن البرلمان سيواصل متابعة الأوضاع في زليتن والعمل على إيجاد حلول شاملة لمشكلة المياه في المدينة.
ومن جانبها دفعت حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة في الشرق، إلى انتداب فريق خبراء إنجليزي لتشخيص أسباب الأزمة.. فهل يصل الخبراء إلى نتيجة لهذه المياه الغامضة؟