تحركات سريعة ومتتابعة للرئيس عبدالفتاح السيسى، وجولات خارجية ما بين الهند وأذربيجان وأرمينيا، استراتيجية جديدة تتبعها مصر في سياساتها الخارجية،ما دلالة التوقيت؟
وصل الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي إلى مدينة ييريفان عاصمة أرمينيا، وذلك في زيارة استثنائية هى الأولى من نوعها لرئيس مصر منذ استقلال أرمينيا”.
زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لأرمينيا، جاءت ضمن جولته الإقليمية التي شملت الهند وأذربيجان، في خضم سعي البلدين لتعزيز العلاقات الثنائية على واقع 30 عامًا من تأسيس العلاقات الدبلوماسية بينهما.
ويلتقي الرئيس المصري، نظيره الأرميني فاهاجن خاتشاتوريان، في الوقت الذي وصفت الوكالة الأرمينية تلك الزيارة بـ”التاريخية”، كونها المرة الأولى التي يزور فيها رئيس مصري، أرمينيا منذ أن استعادت استقلالها في العام 1991.
زيارة الرئيس السيسى إلى أرمينيا جاءت في توقيت دقيق، يمر به العالم، لذلك تحمل في معناها دلالات مهمة.. فما هي؟
فزيارة الرئيس السيسي إلى أرمينيا تتزامن مع توقيت مهم للغاية في ظل وجود تحديات كبيرة تواجه المجتمع الدولي نتيجة تداعيات الأزمة الأوكرانية الروسية على الاقتصاد العالمي، والتغييرات الجيوسياسية في النظام الدولي، كما تأتي الزيارة أيضًا وسط تغيرات في الاتجاهات والاستراتيجيات الكبری في منطقة القوقاز واللاعبين الرئيسيين فيها.
وستؤدي هذه الزيارة إلى أبعاد جديدة في مسيرة العلاقات بين البلدين، وكذلك فيما تحمله من مؤشرات بشأن المستقبل، باعتبار أرمينيا جزء من منطقة الشرق الأوسط الكبير.
من جانبه، قال رئيس الهيئة الوطنية الأرمينية، أرمين مظلوميان، في تصريحات لـ”سكاي نيوز عربية”، إن لدينا مع مصر اتصالات تاريخية وثقافية عمرها قرون مع مصر، وكان العنصر الأرمني حاضرا في مصر خلال فترات زمنية مختلفة.
وذكر “مظلوميان”، أن زيارة الرئيس المصري ستكون مناسبة جيدة للغاية لتحديد اتجاهات المصالح المشتركة وإمكانيات الاستفادة من الإمكانات الكبيرة الموجودة.
وعن أهمية زيارة الرئيس السيسي، إلى أذربيجان وأرمينيا، بعد زيارته للهند، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، وخبير العلاقات الدولية، إن هدف زيارات الرئيس السيسي، إلى أذربيجان وأرمينيا والهند، هو أن مصر تبحث عن تجديد دوائر التحرك خارجية، واتباع استراتيجية الاستدارة شرقا، وهذه الاستراتيجية كان قد بدئها الرئيس السيسي، وتستمر الآن.
وأكد فهمي، خلال تصريحات صحفية، أن مصر تستكمل حاليا تجديد دوائر التحرك خارجيا، خاصة في ظل وجود تركي وإيراني في هذه المنطقة، وبالتالي تسعى مصر لتعميق علاقتها مع أذربيجان وأرمينيا، مشيرا إلى أنه يوجد ترحاب كبير من هذه الدول، ومن هنا فإن الهدف من الزيارة هو تجديد العلاقة.
وأوضح الدكتور طارق فهمي، خبير العلاقات الدولية، أن زيارة الرئيس تنقل رسالة إلى روسيا مفادها أن مصر قريبة مما يجري في الإقليم، خاصة لأن روسيا لديها حضور قوي هناك، وأيضا لا يمكننا أن نطلق على الزيارة أنها مناكفة لإيران وتركيا، وإنما تأتي في إطار أن كل دولة تبحث عن مصالها، وبالتالي تؤكد الزيارة على 3 أمور تأكيد الحضور المصري في النطاق الآسيوي، تأكيد استراتيجية الاستدارة شرقا، تحقيق مصالح مشتركة مع هذه الدول ما يعود على الاقتصاد المصري.
تلعب الطائفة الأرمينية في مصر دور الجسر بين العاصمتين، ويمكن استغلال هذا العامل في تنمية العلاقات بين الدولتين.. فهل تتحقق أهداف الزيارة؟