سد النهضة وتداعياته من أهم الشواغل المصرية، لاسيما مع تعقد الملف وتوقف المفاوضات بين الدول الثلاث، ومع زيارة الرئيس الأمريكى تم إلقاء حجرًا فى المياه الراكدة.. فماذا حدث؟
أكد السفير بسام راضي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، أنه كانت هناك جلسة مغلقة جمعت الرئيس الأمريكي بايدن مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال زيارته الأخيرة إلى شرم الشيخ لحضور مؤتمر الأطراق لقمة المناخ cop27.
وأضاف السفير بسام راضي في تصريحات تلفزيونية، أن الجلسة المغلقة تناولت قضية سد النهضة وعرض الرئيس السيسي الموقف المصري من السد وتم عرض القوانين الدولية التي تنص على حق مصر في المياه ومضار سد النهضة.
ومن جانبه أكد بايدن أن الولايات المتحدة الأمريكية أكدت تفهمها لحقوق مصر المائية وقضيتها بالنسبة لسد النهضة.
وتابع المتحدث باسم رئاسة الجمهورية: نأمل أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بدور كبير في إنهاء أزمة سد النهضة خلال الفترة القادمة.
وكان بيان المتحدث الرسمة باسم رئاسة الجمهورية، أن لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى مع الرئيس الأمريكى جو بايدن، تطرق إلى قضية سد النهضة، حيث أكد السيد الرئيس تمسك مصر بالحفاظ على أمنها المائي للأجيال الحالية والقادمة من خلال التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لملء وتشغيل السد يضمن الأمن المائي لمصر، وذلك وفقاً لمبادئ القانون الدولي لتحقيق المصالح المشتركة لجميع الأطراف، ومن ثم أهمية الدور الأمريكي للاضطلاع بدور مؤثر لحلحلة تلك الأزمة.
فعلى مدار أحد عشر عامًا هي عمر الأزمة، خاضت مصر والسودان وإثيوبيا عدة جولات من المفاوضات، إلا أن أديس أبابا لم تُبد أي مرونة للحل طوال تلك الفترة، وكذلك كان هناك تعنت من جانبها وعدم قبول لأي حلول مقترحة سواء قدمتها مصر والسودان منفردتين، أو كل على حده، وكذلك لم تقبل الاقتراحات التي قدمها الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة.
ويضع المراقبون، آمالًا كبيرة على وساطة أمريكية قريبة تحل الأزمة لاسيما بعد أن أعلن الرئيس الأمريكى جو بايدن تفهمه للشواغل المصرية بخصوص أضرار سد النهضة.
وكانت أديس أبابا انسحبت فى عام 2020 من الاتفاق الأقرب الذى كان سيحل الأزمة من جذورها برعاية الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، عن طريق توقيع الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا بالأحرف الأولى على اتفاق ملزم بشأن ملء خزان السد على مراحل وعلى آليات لضبط ملئه وتشغيله خلال فترات الجفاف والجفاف الممتد، لكن إثيوبيا تخلّفت عن الاجتماع، ووقّعت مصر فقط عليه بالأحرف الأولى.
فهل ينجح الرئيس الأمريكى جو بايدن فى إقناع إثيوبيا بالتوقيع على اتفاق ملزم، والذى فشل فيه الرئيس السابق دونالد ترامب، ليكون انتصار سياسى له فى وقت صعب يمر به حزبه مع نتائج انتخابات التجديد النصفى الأخيرة والتى فقد فيها الأغلبية فى مجلس النواب.
تجمدت المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان والتي كانت تٌجري برعاية الاتحاد الإفريقي، فى أبريل 2021، بعد فشلها في التوصل لاتفاق.
وعليه توجهت مصر بعد ذلك إلى مجلس الأمن الدولي للمطالبة بالضغط على إثيوبيا عبر الشركاء الدوليين للتوصل لاتفاق مرضي لكافة الأطراف.. فهل يكون لقاء الرئيس المصرى والأمريكى هو الحل لأزمة سد النهضة؟