يوم تلو آخر تلوح إثيوبيا بإجراءات الملء الرابع لسد النهضة بحيث تتمه قبيل الربيع المقبل رغم أن أديس أبابا تواجه مشكلة بشأن تلك الإجراءات.. فهل سيكون الملء الرابع وهما؟
مع استمرار إثيوبيا في تجهيزات الملء الرابع لسد النهضة المقرر أن يبدأ في فصل الصيف المقبل.. يتابع الخبراء المصريون عن كثب تلك الإجراءات الإثيوبية أحادية الجانب، والتي ما كان لها أن تتم دون إشراك مصر والسودان باعتبارهما دولتي المصب.
موسم الفيضان يحكم الجدول الزمني
أحد هؤلاء الخبراء هو الدكتور نادر نور الدين خبير المياه والأستاذ في جامعة القاهرة، الذي قارن بين التوجهات الإثيوبية الرسمية بشأن إجراءات الملء وبين قدرات أديس أبابا في جهود بناء وتعلية السد.
نور الدين يتوقع موعد بدء الملء الرابع لسد النهضة بحيث يكون ذلك الملء قبل فترة قليلة من حلول موعد موسم الفيضان، وفق تصريحات الخبير المصري لقناة «روسيا اليوم».
بدء تعلية الحاجز الأوسط
ترتبط إجراءات الملء الرابع لسد النهضة أيضا والذي تستعد له إثيوبيا، بمدى قدرتها على تعلية الحاجز الأوسط للسد الذي يعترض تدفق مياه النهر
ووفق الجدول الزمني المرتبط بإجراءات تعلية الممر الأوسط، فمن المفترض أن تنتهي التعلية في آخر شهر يونيو بشكل تام، وتكمن حساسية ذلك التوقيت والقدرة على إنجاز التعلية قبله، بأنه الموعد الذي يسبق بدء موسم الفيضان الذي يبدأ أول شهر يوليو القادم ويتواصل ذلك الفيضان حتى شهر أكتوبر أي لمدة ثلاثة أشهر.
لماذا تضطر إثيوبيا لفتح البوابتين
تتضمن الإجراءات المتعلقة بالملء الرابع لسد النهضة، فتح البوابتين السفليتين خلال فترة تبدأ من شهر أبريل المقبل وحتى إنتهاء إجراءات الملء.
تستهدف إثيوبيا من فتح البوابتين المشار إليهما ضخ المياه إلى مصر والسودان بنسب تصل إلى خمسة وسبعين مليون متر مكعب بمعدل يومي، وذلك بما يضمن مواصلة تدفق مياه النيل الأزرق في مجراه خلف سد النهضة في اتجاه السودان.
تستهدف تلك الخطوة أيضا بدء تدفق المياه من أعلى الحاجز الأوسط بعد أن تتجاوز المياه ارتفاع الحاجز.
معادلة حسابية صادمة بشأن الملء
الخبير المصري الدكتور نادر نور الدين، أن تعلية كل متر في الحاجز الأوسط لسد النهضة يؤدي إلى تخزين نصف مليار متر مكعب وذلك وفق معادلة مفادها أن الارتفاع المقرر للسد حال انتهاء البناء سيكون مائة وخمسة وأربعين مترا، فيما تصل السعة التخزينية إلى أكثر من أربعة وسبعين مترا مكعبا من المياه.
باب الدبلوماسية مفتوح
بالتزامن مع مضي إثيوبيا قدما في إجراءات الملء الرابع لسد النهضة لا زالت الجهود الدبلوماسية متواصلة، والتي كان آخرها المباحثات التي عقدت بين وزير الخارجية المصري سامح شكري، ونظيره الصيني تشين جانج.
دبلوماسي مصري يكشف حيل إثيوبيا
رغم المساعي الدبلوماسية بشأن حقوق مصر المائية، لا زالت سد النهضة مصدر قلق لدولتي المصب، وفق تصريحات السفير وائل نصر، مساعد وزير الخارجية المصرية السابق للشؤون الأفريقية، الذي اعتبر أن تصرفات إثيوبيا تؤكد أنها تتلاعب بعامل الوقت، خصوصا وأن المفاوضات بشأن السد لم تكن محددة بسقف زمني.