هي زيارة فريدة من نوعها بكل تفاصيلها، جذبت الأضواء إليها من كل العالم، وأصبحت حديث وسائل الإعلام العربية والعالمية.. زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى روسيا جاءت في أدق الفترات السياسية التي تمر بها موسكو في ظل الأزمة الأوكرانية الروسية الأوكرانية، كما أن روسيا تحاول الخروج من الحصار السياسي المفروض عليها في ظل العقوبات المفروضة على النظام السوري، لتكون هذه الزيارة هي عنق الزجاجة للنظامين.. ماذا حدث بين بوتين وبشار في ثلوج موسكو؟
تعد العلاقة بين النظام السوري والروسي، علاقة قديمة ترسخت وتوطدت منذ عقود عدة، إلا أن الزيارة الأخيرة للرئيس السوري لموسكو ولقائه بنظيره الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، كانت محل أنظار واهتمام واسع فى روسيا وخارجها، حيث لطالما مثلت سوريا بالنسبة لروسيا منطقة نفوذ متقدم فى الشرق الأوسط وعلى المياه الدافئة.
ويرى الخبراء، أن زيارة الأسد إلى موسكو تختلف عن سابقتها، وتتسم بأهمية استثنائية ترتبط بتوقيتها، حيث أنها أول زيارة للرئيس السورى بعد العملية العسكرية بأوكرانيا، كما أنها تأتى بعد أسابيع فقط من كارثة الزلزال المدمر الذى ضرب سوريا، وما تبعه من تضامن عربي وتعاطف دولي، يرى مراقبون أنه ينعكس وبالضرورة سياسيا كذلك على الوضع السورى.
وكشف الكرملين تفاصيل الزيارة، مؤكدًا أن المحادثات بين الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، ونظيره الأسد، استمرت قرابة 3 ساعات، موضحًا أن هذه المحادثات جرت فى صيغتين، أحدهما بمشاركة الوفود ثم وجها لوجه بين الرئيسين.
وجاء في بيان الكرملين، أن الحديث كان في إطار إعادة إعمار سوريا، واستمرار التسوية السورية، مع التشديد على الأولوية المطلقة لسيادة سوريا وسلامتها الإقليمية.
ولفت بيان “الكرملين”، أن الحوار تطرق أيضا لموضوع “العلاقات السورية التركية”، التي تشهد أزمة كبيرة خلال السنوات الماضية.
وكشفت تقارير صحفية، أن زيارة الرئيس السوري لموسكو، أتت قبل يوم من اجتماع يضم نواب وزراء خارجية روسيا وتركيا وسوريا وإيران، في موسكو، وكذلك قبل محادثات مقررة بين وزراء خارجية الدول الأربع لاحقا، ما أعتبره مراقبون علامة على عودة العلاقات التركية السورية.
ويعود تاريخ نشوء العلاقات الدبلوماسية بين سوريا وروسيا لعام 1944، وهي علاقات تقليدية ترتكن لمعاهدة الصداقة والتعاون بين الاتحاد السوفيتي والنظام السوري في أكتوبر1980.
وتوطدت العلاقات بين النظامين مع اندلاع الأزمة الداخلية في سوريا، عام 2015، حيث أعلن الكرملين، سيرجي إيفانوف، أن الأسد طلب مساعدة عسكرية من روسيا، وعلى الفور قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اقتراحا لمجلس الاتحاد الروسي للموافقة على استخدام القوات المسلحة الروسية في الخارج، وتمت الموافقة بالإجماع.
كما زيارات بوتين والأسد تعددت خلال السنوات الماضية لتعكس حجم العلاقة بين البلدين، في ديسمبر 2017، التقى الرئيسان، بقاعدة حميم الجوية الروسية في سوريا، وفي يناير 2020، زار الرئيس الروسي دمشق لأول مرة، وتفقد مع الأسد مركز قيادة القوات المسلحة الروسية.
وخلال السنوات الأخيرة، زار الرئيس السوري موسكو مرات عدة في زيارة عمل، في 2015، و 2017 و 2018 وسبتمبر عام 2021.