العديد من الوقائع المتتالية تحدث على أرض المواجهات العسكرية بين روسيا وأوكرانيا ويكون أثرها ضخما في ظل نفي الطرفان عن مسئوليتها، نفي يدعو إلى التساؤل وإثارة الشك، ولا شيئا أكثر غرابة من مشهد المندوب الروسي ونظيره الاوكراني أمام مجلس الأمن يتهم كلاهما دولة الآخر بالمسئولية عن استهداف السد الكهرومائي في خيرسون.. ما يدعو للتساؤل إذا كانت موسكو أو كييف لم تقدما على هذا الفعل، فهل هناك طرف ثالث؟
موقف غريب أمام العالم
موقف غريب في مجلس الأمن، بين المندوب الروسي والأوكراني في مجلس الأمن حيث يتهم الطرفان الآخر بالمسئولية عن ما حدث للسد، اتهامات غريبة حيث ترفض كل دولة تحمل مسئولية الهجوم على السد الذي تسبب في نتائج كارثية وإغراق القرى وتهجير وإجلاء آلاف السكان.
تفسيرات وترجيحات
موقف قد يتم تفسيره بأنه محاولة لعدم تحمل المسئولية السياسية والجنائية أمام العالم عن هذا التصرف الأهوج الذي قد يؤدي إلى أحداثا خطيرة ويعد من جرائر العمليات العسكرية التي تستدعي المحاكمة الدولية.
خط السيل الشمالي الأخطر
ولكن الغريب أن هذا التصرف وهذا النفي ليس الأول منذ بدء العمليات العسكرية حيث تكرر نفي الطرفان قيامهما بأعمال عسكرية كبيرة على الرغم من ضخامة هذه الإجراءات العسكرية وأثرها الضخم على سبيل المثال واقعة تدمير خطوط السيل الشمالي 1 و2 التي تنقل الغاز من روسيا إلى أوروبا، حيث تبادلت موسكو وكييف الاتهامات أيضا.
هل يوجد طرف ثالث
نفي ثم آخر دفع المراقبون للتساؤل حول وجود طرف ثالث يعمل في الظلال، يستغل دخان المواجهات العسكرية ليحقق أهدافه الخفية دون أن يشعر به أحد، قد يكون أجهزة مخابرات عالمية لدولة مستفيدة مما يحدث على الأراضي الأوكرانية، أو قد يكون فصيل عسكري متمرد يتحرك بعيدا عن الخطط العسكرية العامة والالتزامات الدولية.
فشل استخباراتي في إيجاد الدلائل
ليتم وضع هذا الافتراض عن المسئولية عن هذه الأحداث على الطاولة بجانب جيوش الدولتين، إلا أنه لم تنجح اقوى استخبارات في العالم للجيش الروسي أو الأمريكي في الكشف أو التأكيد عن مسئولية جهة بعينها عن تلك الأحداث الغريبة، على الرغم من بعض الإشارات التي قد تبديها واشنطن وتلقي فيها المسئولية على الجانب الروسي بحكم تحيزها لكييف.
حيث أكد البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لا يمكنها تأكيد أو نفي مسئولية كلا من روسيا أو أوكرانيا عن استهداف السد، ثم عاد وأكد أن إدارة بايدن تملك بعض الدلائل على مسئولية موسكو.
4 وقائع ظهر بها الطرف الثالث
تكرر هذا الأمر وهذا النفي في حادثة السد في خيرسون، واستهداف المحطة النووية في زابوريجيا، حتى المسيرات التي استهدفت العاصمة الروسية موسكو ومبنى الكرملين على عتبة الرئيس الروسي نفى الرئيس الأوكراني مسئولية بلاده عن هذه الهجمات، وأيضا الواقعة الأخطر استهداف خطي السيل الشمالي التي منعت الغاز الروسي عن أوروبا.
عمل مخابراتي غير نظيف
كل هذه العمليات العسكرية الضخمة التي ليتم تنفيذها تحتاج إلى إمكانيات غير محدودة، خاصة عمليتي السيل الشمالي واستهداف مبنى الكرملين، الأمر الذي يدعو للتساؤل هل حقا يوجد طرف ثالث؟ أم لا يتعد الأمر كونه عملا مخابراتيا غير نظيف، تهرب الدول من تحمل مسئوليته وتلقيه الطرف الآخر ليكون مدانا أمام المجتمع الدولي؟